أشكـال تحريـر الخبـر الصحـفي يتم تحريـر الخبر الصحـفي وفق الطرق الثلاثـة :
1- طريقة السـرد : يتم فيها تناول الأحـداث والوقائع وفق ترتيـب تنازلي للعناصر الإخباريـة ، حيث يوضع أهم عنصر في المقدمة، ثم يشـرع في تفصيلها في الجسم حسب التسلسل التنازلي في الأهميـة ، وهذه الطريقة تسمى الهرم المقلـوب أو المعكوس.
2- طريقة السرد القصصي (القصة الخبرية) : وهي مستلهمـة من الشكل الأدبي، تستخدم عادة للكتابـة عن الأحداث الدرامية ، أو ذات الطابـع الحركي ، أو تلك الأحداث الخفيفة والطريفـة ، وتتم الصياغة في شكلـين :
الشكـل الأول : يحرر وفق الهرم المعكـوس ، يقوم الصحفي بإعطاء نتيجـة الحدث في البداية ، ثم ينتقـل بعدها ليروي في الجسم تفاصيل ما جـرى ، متخذا طريقة السرد القصصي.
ولطريقة الهـرم المقلوب عدة خصائـص مزايا منها :
- تخضع لعامل السرعة المميز لهذا العصر ، حيث يقدم أبرز شيء في الحدث بطريقة مركزة.
- تسهل على الصحفي الكتابة وانتقاء العناصر الإخبارية وتوجيـه الجمهور إليها.
- تسمـح بإلغاء بعض التفاصيـل لضرورات معينة في تحديد أولوية العناصـر الإخبارية في الترتيـب.
غير أن لهذه الطريقة عيوب أيضا تتلخـص حسب (جون هنبرغ) فيمـا يلي :
- إعادة ذكر القصة ثلاث مرات: مرة في العنوان، ومرة في المقدمة ، ومرة في الجسم.
- عرقلة عمليـة سرد القصة بما أن نتيجتها تأتي في المقدمـة.
الشكـل الثاني : يطلق عليه الهرم المعتـدل ، حيث يقوم الصحـفي بالسرد الحـر لما جـرى دون ترتيب العناصر حسب أهميتهـا، فينصرف إلى تقديـم بعض التفاصيل ، وتأخير أخرى ، وإدخـال تفاصيل ثانوية دون أن تخـدم الحدث لكنها تخدم عملية السـرد.
3- طريقة الإقتباس أو المستطيلات : تستخـدم لنقل التصريحات الهامـة ولكتابة البيانات والتصريحـات، لكنها تتطلب قدرا من الدراية في معرفـة الفقرات التي يستحسن تلخيصها ، والأخـرى التي يجب تركها كما وردت في النـص.
وهناك من يصنـف أشكال الخبر الصحـفي إلى طريقتين :
أ- الطريقة الأولى : وتتمسـك بالعنصر الهام في الخبـر فتصفه في البدايـة وتداوم على نشر الأخبـار وفق هذه الطريقـة الثابتة.
ب- الطريقة الثانية : وهي الطريقـة الحديثة التي تسعى إلى تجديـد كتابة الخبر الصحفي من خلال النظـر إلى الحدث من زاوية معينة وتظـن أنه يضفي بعدا آخر على الحـدث ، فتضعه كنقطـة محورية في بداية الخبر الصحـفي.
وهناك من يـرى ثلاثة طرق لتحريـر الخبر الصحـفي :
1- طريقة الترتيـب الزمني المعـدول: وهي شكل السـرد الذي يهتم بالتطـور الوقائعي للحدث بـدون تدخل الصحفي لتعديل هـذا الترتيب (أي الشروع في سـرد كيفية وقوع الحـدث من بدايته إلى نهايتـه).
ويؤخـذ على هذه الطريقـة ما يلي:
- أنها تغفـل نوعا ما ما هو أساسي و هـام في الحدث وتصهـره ضمن العناصر الإخباريـة ، فهي تساوي بـين جميع العناصـر.
- أنها تعاني من رتابـة العرض ، وتتعب الجمهور الذي يحتـاج في بعض الحالات إلى ما يهزه ويشـده أكثر للحـدث.
2- طريقة الترتيـب الزمني المعكـوس: تبدأ من النتيجـة التي توصل إليها الحـدث لتعود به تدريجيا للـوراء ، إلى البداية ، وهي تتطلب من الصحـفي يقظة وتتبعا دقيقا للحدث.
3- طريقة التشويـق المسـرحي : سميت بهذا الإسـم لإلحاحها على ضرورة شـد انتباه الجمهـور من خلال الشروع في عرض العنصـر الدرامي في الحدث ، وهي أقـرب إلى السرد القصصي ، وتتمـيز بأنها تسقط عامل الترتيب الزمـني ، ولا تأخذ غير الزاويـة الأكثر درامية لتركـز عليها في البدايـة ثم تواصل السـرد.
ســؤال : هل يمكـن أن نحرر خبرا صحفيـا واحدا بكل هذه الأشكـال ؟
إن تحرير الخبر الصحـفي يخضع بهذا القـدر أو ذاك لعدة اعتبارات منـها :
- نوعية الحـدث : هناك بعض الأحـداث تتطلب شكـلا معينا من الكتابـة.
- يمكن لسياسة الوسيلة الإعلاميـة أن تتدخل في تحديد قالب صياغـة الخبر (صحف الإثارة تنفـرد بكتابة الخبـر وفق بعض الأشكال أكثـر من غيرها).
بنيـة الخبـر الصحـفي: يتكون الخبـر الصحفي من الأجـزاء التاليـة :
1/ العنــــوان: إن العنوان الذي يساهـم في تزيين الصفحات، يملك أهميـة بالغة لأنه يعدّ الواجهـة التي "تبيـع" المادة الإعلاميـة.
يتم التمييز بيـن نوعين من العناويـن : العناوين التي تملـك قدرا من التحريض مـن خلال ما تحملـه، من آراء ومواقف وتخص الأنـواع الصحفية الفكرية، والعناويـن الإخبارية التي تعطي عناصر إخباريـة تجيب على الأسئلـة المعروفة (مـن ؟ مـتى ؟ أيـن ؟ كيـف ؟ مـاذا ؟) وهذا يخص الخـبر الصحفي أساسـا.
بعـض وظائـف العنـوان :
- يساهـم في إضفاء الطابع الإعلامـي على الخبر الصحـفي.
- يشـد القارئ ويغريه لشراء الجريـدة وذلك لأنه يمكن أن يثيـر فضوله.
- ييسّـر عملية قراءة الصحف ، ويوجّـه القارئ على المواضيع الأساسية والهامـة.
بعض شـروط كتابـة العنـوان :
- الأحسن أن يصاغ بعد الإنتهـاء من تحرير الخبر الصحـفي.
- العنوان يستنـد دائما إلى الوقائع والمعطيـات وليس على الإنطباع والعاطفـة.
- العنوان يقـدّم جلّ التفاصيـل الإخباريـة.
- يجب أن يكـون مختصـرا.
- يجب أن يكـون كاملا، وألا يكـون مبتورا وعاجزا عن القيـام بوظيفته الإعلامية.
- ينصح بالإبتعـاد عن العناوين التي تتضمن صيغـة النفي والأحسن أن يبدأ بفعـل، وأن يكون في المضـارع بدل الماضـي.
- يجب أن يتطابـق مع مضمون الخبر ومـع وزنه في الجريدة بـدون مبالغة.
2/ المقــدّمـــــة: تملك الحجـر الأساسي الذي يقوم عليـه البناء الصحـفي.
أنـواع المقدّمــات :
أ- المقدّمة ذات العنصر الواحد: في هذه المقدّمـة يستخرج الصحـفي العنصر الهام والأساسي من بقيـة العناصر ويضعـه في المقدّمـة.
ب- المقدّمـة التلخيصية : في هذا النوع تلخـص العناصر التي يعتقد أنها هامـة ، وتخدم بناء الخبر بشكـل يوضح للجمهور مضمونـه.
ج- المقدّمـة المختلطة : إذا صادف الصحفي حـدثا ما اشترك فيع عنصـران ، بنفس القدر في الأهميـة وصعبت عليه الموازنـة بينهما ، فلا بأس من عرضـها في المقدمة في آن واحد أو بالتـدرج.
د- المقدّمـة التي تنصهر فيها العناصـر الإخبارية : تسعى هذه الطريقـة إلى توضيح مغزى الحـدث وأهميته وفي بعض الأحيـان تتم على حساب إبراز العناصـر الإخبارية المشكلة للحـدث أو الواقعـة.
هـ- المقدّمـة التساؤليـة : صيغة التسـاؤل تترك الجمهور ينتظـر الجواب خاصة إذا كان الحـدث يهمّه مباشـرة.
و- المقدّمـة الوصفيـة: تستخدم لوصـف المكان أو الزمان الـذي جرى فيه الحـدث أو حالة الشخص الذي قام به أو الطريقـة التي تم بها والقصد هو إشراك الجمهور في جو الحدث.
ز- مقدّمـة الخطاب المباشر: يقوم فيها الصحـفي بمخاطبة الجمهـور ببعض الجمل حول جوهر الحـدث (تليق أكثر بالوسائـل السمعية البصريـة).
ح- المقدّمـة الصادمـة : تهز الجمهور وتصدمـه من الوهلة الأولى ، مستعملـة الصدمة كوسيلة لإجبار الجمهـور على متابعة الخبر (تليق بالإذاعـة أكثر).
ط- مقدّمـة الإقتبـاس : أكثر استخداما في قالـب الحديث المنقول ، تهـدف إلى إبراز النقطة الحسّاسـة والقوية في تصرح شخصيـة مهمة.
ي- مقدّمـة المفارقـات : بعض الأحداث والوقائـع مهما كان حجمها لا تظهـر قيمتها في المجتمع إلا إذا نظـرنا إليها من خلال ما يعارضها أو من خـلال المفارقات التي تحدثها.
الجــســـم : وهو الجزء الأخير من الخبـر الصحفي ، يقوم بشـرح العناصر التي وردت في المقدمـة بإضافة بعض التفاصيل والتوضيـحات التي تكمل الخبر الصحـفي.
وينصـح أن يحرر الجسم في شكل فقـرات تنفرد كل فقرة بشـرح عنصر واحد وتنتهي بانتهائه ، وذلـك لتتمكّن الوسيلة الإعلامية من التدخّـل، نتيجة ظروف معينـة، مثل ضيق الوقت أو المساحـة، ولا ينصح بتفضيل عنصر عـلى عناصر أخرى أو الإنتقـال المفاجئ بينها، والعـودة إلى عنصر بعد الفـراغ منه.
هناك نوعـان من جسـم الخبر :
أ- جسم ذو عنصر إخباري واحد : يخضـع للمقدمة ذات العنصـر الواحد فيقوم بالعرض التدريجـي للتفاصيل والشّـروح المتعلقة بـه.
ب- الجسم متعـدّد العناصـر : خاضع للمقدمـة التلخيصية ، يقوم بعـرض العنصر تلو الآخـر بشروحه وتفصيلاتـه.