الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْم........ [الحجرات:12].
قال القرطبي 16/ 331: أي لا تظنوا بأهل الخير سوءاً إن كنتم تعلمون من ظاهر أمرهم الخير.......
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إياكم والظن فإن
الظن أكذب الحديث ولا تحسسوا ولا تجسسوا.......
قال علماؤنا: فالظن هنا وفي الآية هو: التهمة ومحل التحذير والنهي إنما هو تهمة لا سبب لها
يوجبها........ ودليل كون الظن هنا بمعنى التهمة قوله تعالى:
وَلا تَجَسَّسُوا [الحجرات:12].
وذلك أنه قد يقع له خاطر التهمة ابتداءً ويريد أن يتجسس خبر ذلك ويبحث عنه
ويتبصر ويستمع لتحقيق ما وقع له من تلك التهمة.... انتهى
أما الفرق بين الشك والظن، فالظن يطلق على أشياء:
- فقد يطلق على اليقن، وقد يطلق على غلبة الظن وما قارب اليقين وهو الأصل،
وقد يطلق على الظن المرجوح، وقد يطلق على الشك والذي هو تساوي
الطرفين، ويعرف ذلك من السياق والحال.
وبهذا تعرف الفرق بين الظن والشك.
والله أعلم.
مصدر النقل
تفسير قوله تعالى (إن بعض الظن إثم)
رقم الفتوى: 23209
التصنيف: مختارات من تفسير الآيات ا سلام ويب
|
|