أودّ بداية أن أعترف أنّني أحبّ الشّيخ الجفري في الله ولا أكنّ له سوى آيات التبجيل والإجلال ويؤذيني أن يتناوله المتطاولون بسوء ، وأجد أنّه في مجال التزكية والتربية السلوكيّة والروحانيات ممّن يقلّ ندّهم ، لكنّني لا أحبّ له انغماسه في برك السياسة الموحلة والموحشة والملغّمة وأرى - والله أعلم - أنّه ما ينبغي له ذلك ، وتؤلمني بعض منشوراته في هذا الصّدد وجدال العارفين وغير العارفين وأهل الأدب والذوق وكذا الدّهماء له ، وقد كنتُ ألمس احترام وإجلال كثير من الناس من مختلف الإتجاهات والتيارات الدينية وغير الدينية لشخصه الكريم ، وقد قرأت له قبل لحظات منشورًا وهو عبارة عن صورة لباب كنيسة كُتبت عليه كلمة ( إسلامية ) ، وعنون هذه الصّورة كما يلي " هذه الهمجية أبعد ما تكون عن التصرفات الإسلامية: باب كنيسة سانت فاطيمة بعد مسيرة مؤيدة للنظام السابق في مصر " ، فقلتُ : هل شقّ الشيخ الحبيب عن قلب من كتب هذه الكلمة أو تُراه كان حاضرها ؟!! وما أدراه أنّ كاتبها مسلمٌ فضلا عن أن يكون إخوانيّا أو إسلاميّا ؟! وقد لفت انتباهي وأنا أتابع فضيلته على التويتر أنّه بدّل في صيغة عنوان نفس المنشور فكتب : " هذه الهمجية أبعد ما تكون عن التصرفات الإسلامية: باب كنيسة سانت فاطيمة بعد مسيرة إخوانية " ، فقد وضع الشيخ كلمة " إخوانية " بدل " مؤيّدة للنظام السابق في مصر " ، وأظنّ أنّ هذا تجاوز من الشيخ كان عليه أن ينتبه له ، وأن يتحاشى خصومته مع الإخوان - التي لا نعلم أسبابها الحقيقية ودواعيها في حين أنّ الشيخ الجليل محسوب على نفس تيّار الإخوان العام !!! - في إلصاق هذا العمل الذي نرفضه جميعا بالإخوان وكأنّه يعلم يقينا ذلك.
شخصيّا كنتُ أتمنى أن ينشر الشيخ الحبيب صورةً للمسجد الذي أُغلِق في وجوه المصلّين بعد التنكيل بهم ، وشُمّع بالشّمع الأحمر مؤخّرا وأن يكون صريحًا كما هو في منشوره الأخير في نسبة هذا العمل الإجراميّ الذي يُغضب الله تعالى في عليائه إلى الجهة التي ارتكبته ، ونحن لم نتكلّم عن المسجد الذي قُتل فيه المصلّون ورُوّع فيه الآمنون فتلك نكبة أخرى يُعدُّ السكوت عنها كبيرًا ...
إنّه من الإنصاف الذي لا يخفى على مثل الشيخ الجفري : إنكار المنكر على فاعله مهما كان انتماؤه أو دينه أو حزبه ، والمُلَاَحَظ أن ّ شيخنا يصبّ جام غضبه وانتقاده على جهة واحدة دائما وكأنّ الجهة الأخرى جمعُ من الملائكة المعصومين المنزّهين عن الخطأ .. وهو حيف لا نرضاه في حقّ الشيخ بل نتمنّى أن يكون من العادلين - إن شاء الله -
|
|