هذا نصّ رسالة أرسلها العلاّمة الشيخ البشير الإبراهيمي إلى الشيخ المرحوم الطّاهر طاهري ، وهو تلميذ الشيخ ابن باديس والشيخ الإبراهيمي ومن روّاد الإصلاح في الجزائر ، وهو من عمومة الوالد الفاضل ومن العائلة الكبيرة  ، أرسل الشيخ الإبراهيمي هذه الرّسالة عندما شرع الشيخ الحاج الطّاهر طاهري في التّعليم بمدرسة التهذيب في مدينة سيدي عيسى - ولاية المسيلة في نهاية الأربعينيات من القرن الماضي :

الحمد لله وحده

الجزائر : 05 ربيع الأوّل 1366 هــ
            27 جانفي 1947م

ولدنا الشيخ طاهر حفظه الله بعد السّلام عليكم
بلغنا ما سرّنا من أعمالكم في قرية سيدي عيسى ، تلك الأعمال التي من آثارها فتح المدرسة وتنظيم دروس الوعظ والإرشاد ، وإنّنا بعد شكرنا لكم ننبّهكم إلى أنّه يجب عليكم إغتنام فرصة عطلة المولد ، فنظّموا رحلة إلى بوسعادة شرقا ، وعين بسّام والسّور وتوابعهما  غربا ، لأجل بثّ الدّعاية للإصلاح والتعليم بدروس عامّة أو خاصّة ، ومحادثات مع أشخاص وهيئات بحيث لا يضيع عليكم وقتٌ إلاّ في زيارة ودعاية وإرشاد ، وكلّما ترون الفرصة ممكنة في قرية من القرى في تأسيس شعبة وتعليمها بنظام الشّعب وواجباتها فلا تفوّتوها وأرسلوا بذلك إلى المركز ، أنتم عالمون بنظام الشّعب وضرورتها في كلّ قرية للجمعية ، كما أنّكم عالمون بأن الإكثار من الشّعب معناه الإكثار من أنصار الجمعية وأعضائها المؤيّدين وماليّتها ، فلتحرصوا كلّ الحرص على تنفيذ ما حضضناكم عليه ولنا في كفاءتكم ونشاطكم أعظم ضمان ، والسلام عليكم ورحمة الله.

محمّد البشير الإبراهيمي