عندما نتحدث عن الإنترنت بصفة عامة فلا بد في مرحلة من المراحل أن نزج بشركة google في هذا الحديث و هذا شيئ مبرر ففي الولايات المتحدة الأمريكية فقط ، يستحوذ محرك البحث google على 75 بالمئة من السوق و ترتفع هذه النسبة في بريطانيا وسويسرا و أمريكا الجنوبية إلى 90 بالمئة . و لقد إحتكرت شركة google الأنترنت بشكل مطلق لدرجة أن إسم google أصبح مقرونا بالبحث على النت و قد إستحدثت كلمات و أفعال جديدة بإسم google .
إن النجاح الباهر لهذه الشركة جذب إنتباها كبيرا إليها ، خاصة الأخبار التي تروج هنا و هناك و تغذيها بعض الصحف و المدونات المتحمسة : هل شركة google بصدد شراء موقع twitter ؟ هل شركة google بصدد إطلاق شبكة هاتفية خاصة بها ؟ هل ستقوم شركة google بنزع فاكهة التوت من على طيق السلاطة في الكافيتيرا الخاصة بها ؟
في ما يلي سنتطرق إلى 5 من أكبر الإشاعات التي روجت و تروج حول شركة google :
1. لا تكسب شركة google أي عوائد مالية من خدماتها :
تكسب شركة جوجل أموالا طائلة من الإعلانات
تعرض شركة google خدمات متعددة بدون مقابل مادي و على سبيل المثال لا الحصر نجد : محرك البحث ، Gmail لإرسال و إستقبال الرسائل الإلكترونية ، google maps ، google earth ، google news ، بالإضافة إلى مواقعها الشهيرة مثل
يوتيوب و
منصة التدوين blogger و موقع
بيكاسا ، كل هذه الخدمات و غيرها تقدمها شركة غوغل مجانا و لذلك يتسائل البعض : هل تحصل غوغل على دخل مادي و من أين ؟
في سنة 2008 فقط بلغت مداخيل شركة غوغل 22 مليار دولار ، 97 بالمئة منها مداخيل الإعلانات فكيف هذا ؟
تملك شركة google نظامين ربحيين أساسيين و هما Google AdWords و Google AdSense ، أما AdWords فهي الإعلانات التي تظهر تحت أو أعلى محرك البحث و هي إعلانات ممولة و يستطيع الأشخاص و الشركات أن يشتركوا في هذه الخدمة بمقابل مادي ليضعوا إعلاناتهم في تلك المناطق و يستهدفوا بها أكبر عدد من الناس ، حيث تستعمل google خوارزميات معقدة لربط الإعلانات بكلمات البحث التي لها علاقة بالكلمات المفتاحية الواردة في الإعلان .
لا يدفع المشارك في هذه الخدمة مقابل كل ظهور لإعلانه بل يدفع فقط عندما يظغط شخص ما على هذا الإعلان و قد تكلف النقرة الواحدة أقل من 10 سنتات و هو مبلغ رمزي للمعلن و لكن بالنسية لشركة google فهو ثروة حقيقية إذا أخذنا في الحسبان أن هناك ملايين المشتركين في العالم .
بالنسبة للخدمة الثانية و هي AdSense فالأمر مختلف قليلا لأن الإعلانات تظهر في مواقع مختلفة وليس في المواقع التابعة لشركة google فقط ، إذا كنت تملك موقعا على الإنترنت و ترين أن تكسب عائدا ماديا فيمكنك أن تسجل في خدمة AdSense إذ ستزودك الشركة بإعلانات تضعها في موقعك و لها علاقة بالمواضيع التي تضعها أنت لزوارك ، و كلما ضغط أحد الزوار على هذه الإعلانات ستمنحك google جزأ من الأرباح أي أنها عملية تقاسم للأرباح بينك و بين google .
2 – google تجعلك أغبى :
هل فعلا تجعلك غوغل أكثر غباءا ؟
ما هي عاصمة الأورجواي ؟ ما هي أول رائدة فضاء في العالم ؟ ما هو قانون نيوتن الثاني ؟ نعم ، الإجابة سهلة جدا فقط إنسخ و الصق هذه الأسئلة في محرك البحث و ستجد الجواب . صدق او لا تصدق ، لقد مر زمان كان تفكر و تذكر كل هذه المعلومات أمرا غاية في الأهمية ، و الأن عوضا عن الذاكرة القوية لدينا صندوق بحث صغير يغنينا عن ذلك . و هذا هو سبب طرح البعض للسؤال التالي : هل يساهم google في جعل الناس أغبياء ؟
و حسب مقال نشر في Atlantic Monthly فإن الكثير من الناس بدأوا في لوم التكنولوجيا الحديثة على التدني المستمر لدرجة الذكاء للبشر ، و قد تحسر الفيلسوف سقراط على إختراع الكتابة حيث يقول أنها ستجعل البشر اكثر عرضة للنسيان . و لقد نال الإنترنت نصيبه من النقد حيث أظهرت بعض الدراسات ان الإنترنت غير نظرتنا و طريقتنا في التعامل مع البيانات حيث أضحت طريقة القراءة السريعة و القفز بين الفقرات و عدم الصبر على النصوص الطويلة منتشرة بكثرة بين مستخدمي الإنترنت مما أدى حسب رأيهم إلى تدني مستوى إستيعاب الأشياء.
و لكن المدافعين عن الإنترنت لديهم حججهم و براهينهم : لقد جعلنا محرك البحث google أكثر ذكاءا من ذي قبل حيث منحنا إمكانية الوصول الأني للمعلومة و دفن بدون رجعة اسلوب المكتبات القديم المستهلك للوقت و الجهد ، و يقولون أيضا أن حجم المعلومات التي نستطيع الوصول إليها اليوم في دقيقة واحدة يعادل ساعات من البحث المضني في الأيام الخوالي.
3- google يعلم كل شيئ عنك :غوغل غير نظرة العالم للخصوصيةداخل مخبر سري و غير قابل للإختراق ، يقوم مخبر البيانات المركزي لشركة google بتجميع كل البيانات الدقيقة حول هويتك و رغباتك و طريقة عيشك فضلا عن إسمك و مكان إقامتك ، يبدو الأمر منطقيا اليس كذلك ؟
نعم هذا صحيح ، يقوم google بحفظ بيانات بحثك لمدة 9 أشهر ، و إذا كان يملك كل هذا الكم من البيانات فيمكن أن يستعملها في غايات شريرة . ليس بهذه السرعة فحسب ممثلوا الشركة فليس هناك أي معلومات شخصية يمكن إستخراجها من حفظ طلبات بحثك عبر محرك البحث بإستثناء الموقع الجغرافي المقترن بعنوان IP لديك . ولا يسمح لأي موظف من شركة جوجل أن يقوم بإجراء ربط بين عناوين IP والأفراد و على العكس فإن google تاريخا طويلا من رفض طلبات الحكومة الأمريكية لإستخراج بيانات محددة بغرض التحقيق .
الشيئ (الشيطاني) الوحيد الذي تقوم به الشركة عند حفظها لبيانات بحثك هي إستعمال هذه البيانات لإستهدافك بالإعلانات الأكثر ملائمة لك و رغم ذلك يوجه العديد دعاة الخصوصية النقد اللاذع للشركة و يرون أنها لا تملك الحق حتى في هذه النقطة و يبررون ذلك بإمكانية إختراق خوادم شركة google من طرف القراصنة و تمرير المعلومات إلى أطراف أخرى كالحكومة مثلا.
2- Google Earth يتجسس عليك :صورة من برنامج google earth
هذا شيئ لا يمكن إنكاره عن برنامج Google Earth ، فقط قم بالبحث عن منطقتك الجغرافية و ستجد لمنزلك صورة جوية واضحة ثم قم بعد ذلك بتقريب الكاميرا (Zoom) و يصبح بإمكانك أن ترى سيارتك المركونة بجانب المنزل .
إن الإشاعة التي تطلق حول هذا الأمر أن Google Earth هي أقوى كاميرا تجسسية في العالم و لكن الحقيقة هي أن الصورة التي تشاهدها لبيتك في هذا البرنامج تعود من سنة إلى ثلاث سنوات إلى الوراء فهي ليست صورة حية ، ما تفعله google هي جمع الصور الملتقطة من طرف من الأقمار الصناعية التابعة لشركات مختلفة مثل DigitalGlobe و Tele Atla بالإضافة إلى الوكالات الحكومية و العسكرية .
نعم يمكن أن تضبطك الكاميرا في موقعك و لكن ذلك يتطلب قسطا كبيرا من الحظ و رغم ذلك تدخل دعاة الخصوصية من جديد و طالبوا بسحب الخدمة التي من الممكن أن تستعمل في أغراض تجسسية ، إلا أن ذلك الإحتمال بعيد نسبيا لأن الصور لا تحدث إلا بعد سنوات من إلتقاطها كما أن google تملك خاصية التعتيم على المواقع و المراكز الحساسة.
1- google تريد السيطرة على الإنترنت :
عينة من الألياف التي إشترتها شركة google
عندما تقوم شركة google بعقد صفقات معينة مثل شراء موقع يوتيوب فإن هذا الخبر يتصدر عناوين الصحف و المجلات المختصة و هذا ما جعل المراقبين يشعرون بشيئ من الريبة تجاه الشركة و هناك أخبار تقول أن google تملك كمية من الألياف السوداء (
dark fiber) ( هذه الألياف هي نوع جديد من الألياف الضوئية عالية السرعة التي لم يبدا العمل بها إلى حد الأن ) ، إذا ما الذي تفعله الشركة بهذه الكمية من الألياف إنها ببساطة تريد أن تستحوذ على الإنترنت .
هذا هو السيناريو الذي إقترحه الكاتب التكنولوجي Robert X. Cringely ، و بزيادة عدد الأشخاص الذي يستعملون الإنترنت لتحميل مقاطع الفيديو و الأفلام و البرامج التلفزيونية فإن المزود الرئيسي للإنترنت سوف يضطر لتحديث خوادمه لتستوعب الزيادة الكبيرة في الإستعمال ، و في نفس الوقت تقوم شركة google بإستعمال جميع إحتياطاتها من الألياف في صنع خوادم قوية و فعالة و عندما يصل مزود الإنترنت إلى طاقته القصوي سيلجأ مرغما إلى google لتسيير خوادمه .
و قد كتب Cringely في سنة 2007 : “لن نعلم إن كنا نتصفح الإنترنت أو google و لأسباب عملية فإن هذا لا يهم لأن google سوف تصبح شركة الهاتف خاصتنا و مزودنا بالكابلات و الألياف “.
يملك ممثلوا شركة google تفسيرا أقل إثارة لمشترياتهم المتعلقة بالألياف السوداء و هو رغبتهم في ربط مراكزهم الموزعة في العالم ببعضها البعض . كما قامت الشركة بعمل مجموعة من الشراكات مع شركات أخرى مثل AT&T لإقتراض التردد النطاقي (bandwidth) في أماكن محددة و لجعل هذه الشراكة تعمل يجب على google أن تسمح بمرور البيانات في مناطق مختلفة مما يتطلب كميات كبيرة من الألياف .
المصدرشارك الموضوع لو اعجبك share