من يحمي آثار أجدادنا وتراثنا ؟؟
=============في زيارة قريبة إلى المعلم التاريخي (قلعة ذياب بن غانم الهلالي) أو (قصر السلطان سيدي بلقاسم - بن امحمّد بن إبراهيم الغول -) أو ( Billard du Colonel Pein ) لفت انتباهي أمران :
أوّلهما : وجود رجال على القمّة - تنتظرهم شاحنة في سفح الجبل - يحملون أدوات للحفر ، وكانوا يحفرون في أجزاء متفرّقة من السّطح محدثين منظرًا مشوّها هو عبارة عن حفر ومطبّات هنا وهناك ، بدعوى البحث عن " الكنــــز " ، وقد عمد أمثال هؤلاء إلى تهديم بقايا بعض الجدران الأصلية التي تشكّل صورةً عن طبيعة وشكل المعمار القديم في تلك المدينة الصغيرة.
ثانيهما : أنّني منذ 22 سنة مضت - وفي آخر زيارة لي آنذاك - لهذا المعلم التاريخي الهامّ ، كنتُ قد رأيت بقايا الحجرتين شبه السليمتين وكذا بقايا الصّور وهي قريبة إلى "العذرية" أين لم تَطَلْهَا أيدي العابثين ولا أيدي المرمّمين الفوضويّين ، لكنّني فوجئت هذه المرّة بأنّ تلك الآثار قد صُبِغت بنوعٍ من الدّهان العصريّ وأنّ الإسمنت والزنك قد دخلا كعنصر جديد عليها .
السّؤال : بما أنّ آثار جبل القليعة قد صُنّفت ضمن قائمة المعالم التاريخيّة الوطنيّة من طرف اللجنة الولائيّة المكلّفة بالتّصنيف بتاريخ 23 نوفمبر 2009م ، وهو ما توضّحه المراسلتان الخاصّتان بذلك : الأولى من مديرية الحماية القانونية وتثمين التراث الثقافي تحت رقم 1058 بتاريخ 23 نوفمبر 2009م ، والثانية مُرسلة من طرف نيابة مديرية تأمين الممتلكات الثقافية تحت رقم 150 بنفس التاريخ بخصوص قرار البحث والتّصنيف استنادًا للبحث الأكاديمي الذي أعدّه الأستاذ قاسمي بلقاسم ( صحفي بإذاعة الحضنة حاليّا) في شهر مارس 2007م.
على هذا فإنّ هذا المعلم التاريخي محميّ بموجب القانون الجزائري ، وأيّ اعتداء عليه - ولو بدعوى الترميم - "العشوائي" الذي يفتقد إلى المعايير العلمية الدقيقة - يعاقب عليه القانون ... لكن أين غابت وتغيب الجهة الوصيّة المكلّفة بتطبيق القانون والسهر على حماية هذه الآثار التي تشكّل جزءًا هامّا من تاريخنا وذاكرتنا ؟؟
الظاهر أنّ الكثير من الجهات المختلفة بداية من السلطات المحليّة إلى المواطنين العاديّين تساهم بشكلٍ أو بآخر بالتقصير في الحفاظ على هذه الواقع الهامّة.
|
|