مخطوطٌ في الردّ على مَن تطاول على الشيخ محمّد بن عبد الرّحمن الدّيسي في ما ورد في كتابه المشهور ( هدم المنار) ، الكتاب الذي أثار حفيظة البعض ونال الشّيخ الأذى من ورائه حيّا وميّتا وأثار كثيرًا من ردود الأفعال ...
======================================================الصفحة الثانية من المخطوط
--------------------الجزائريّ حيث يقول :
عُمــْيُ البصائــرِ لا تطمــــعْ بِرُشْدِهِـــمُ
عَمَى البصائرِ أَدْهَى مِنْ عَمَى المُقَـــلِ
ومِثْلُـــهُ أيضــًا :
أعمـى البصيــرة لا تنفَعُــهُ موعظـــةٌ
كالأرض إن سَبُخَتْ لا ينفَعُـهَا المطـر
ومثلُـــهُ أيضًــا :
ما ضَرَّ شمسَ الضُّحى في الأُفْقِ طالعةً
أنْ لا يـــرى ضــوءَهَا مَــنْ ليــس ذا بصـرِ
ولله درّ وفضل البوصيري حيث يقول :
قد تُنكـِرُ العيـنُ ضوء الشمـس مـِنْ رَمــَدٍ
ويُنكِـــرُ الفــَمُ طعـــمَ المــاءِ مــِنْ سَقـــَمِ
وبِتَعَصُّبِكَ الجاهليّ استوجبتَ الصّفع بالنِّعال ، وبمثل ما كِلْتَ تكتالْ ، لِغَمطِكَ الحقّ مِن غير ما سببْ ، واغترارك بنفسِكَ مِن غير عِلْمٍ لك ولا أدبْ ، فحاذر أن تُصَاب بسِهامٍ لا مَنَاصَ لك مِن وَقْعِهَا في نَحْرِك ولا خَلاَص ، فقد عَرَّضْتَ نفسَكَ للهلاك ، وما عَلَيَّ أنْ أُنَبِّهَكَ ليزول عنك الإرتباك ، فنحن القوم الذين قيل في حقّهم :
قــومٌ إذا عرفـوا عــداوةَ حاســــــدٍ
سفكــوا الدّمــا بأسنّــــة الأقــلامِ
فَلَضَرْبَـــــةٌ مِــنْ كاتــبٍ بِبَنَانِـــــــهِ
أمضــى وأبلــغُ مِن رقيق حُسَـامِ
وفي المِثل قولهم :
وقـدْ عَلِمَـتْ سلـمى وإِنْ كـان بَعْلُــها
بأنّ الفـتى يهــذي وليــس بِفَعّــــــاَلِ
وليــس بِــذِي سيـــفٍ فيقتُلــُنِي بــهِ
وليــس بـذي رُمــحٍ وليــس بِنَبَّـــــــالِ
فكيف بِتَيْسٍ يُناطِحُ الجبلا ، وينالُ منه ما أَمُلاَ ، وفي المعنى لبعضهم :
يا ناطــح الجبــل العالـي لِيُكْلِمَـــــــهُ
اِرْفِقْ بنفسك لا تُشفِقْ على الجبـلِ
فاستمع واعلم بأنّك نَاءٍ عن الصّراط المستقيم ، يا عديم الفهم والقول السّقيم ، ويا جُرثُومةَ السَّفَهِ والخُلُق الذّميم ، فقد طرحْتَ برسالتك هاته نَفْسَكَ وإخوانك على الأرض ، وشوّهتَ منهم الخِلْقَةَ والعِرض ، فيا ويح هذه القرية الطيّبة العناصر والفكر والقول ، ابتلاها الله بإنسانٍ أعمًى عامِيٍّ جَهُول ، لا يُفرّق بين الشكّ والوهم ، ولا بين الحدّ والرّسم ، ولا بين الفاعل والمفعول ، فإلى متى تنتبه وتُفِقْ تلك القرية وتستبدل هذا المبتدع الظلوم الجهول ، بالذي هو خيرٌ منه علمًا وعملاً وما في صلاحِها يؤول ، فمن أجل ذا جَرَّ لها ولنفسه العار والشّنار ، حتى أنْ يُقَال ليس بتلك القرية علمٌ ولا آثارْ ، وما استفدناه من رسالتك هاته غير الصّراخ والعويل ، فَنَالَكَ وبعضَ إخوانك وعشيرتك الويل ، وما هذيانُك هذا إلاّ خَبَالٌ وضلالٌ وفسادْ ، لعِلمِنا أنّ الجهل في بيتك بَاضَ وفَرََّخَ وسَادْ ، وبَنَى فَسَاطِيطَ بها وخَيَّمَ وشَادْ ، يا ويح قريةٍ أَمَّتْكَ وبك اقْتَدَتْ وصَُّفَتْ خلفك وصَلَّتْ صلواتها الخمس والأعياد والجُمَعْ ، والله لا تصلُحُ لإقامَةِ بعض شعائر الدّين ، بجهلِك المركّب وتسفّلك وسفهك الظاهر المُبين ، بل تصلحُ لِسَدّ المراحيض والإصطبلات والخانات والبِيَعْ ، واستهلالُك بالحديث وآيات الكتاب ، فأنت منهما على غير صواب ، ومُفْتَرٍ على الله وأَشِرٌ كذّاب ، وفهمُك ونورُ عقلِكَ قاصرْ ، وضميرك خبيثٌ غير طاهر ، وقصورك وخطؤك وإلحادك بيّنٌ ظاهر ، وفي المثل قولهم :
وما أنـت بالحكـم التُّرْضــَى حُكُومَتُـــهُ
عُــدْ لِــذَا انظُــرْ في قولِــــِكَ الكـــــَذِبِ