مخطوطٌ في الردّ على مَن تطاول على الشيخ محمّد بن عبد الرّحمن الدّيسي في ما ورد في كتابه المشهور ( هدم المنار) ، الكتاب الذي أثار حفيظة البعض ونال الشّيخ الأذى من ورائه حيّا وميّتا وأثار كثيرًا من ردود الأفعال ...
======================================================الصفحة الثالثة من المخطوط
--------------------وبعض الأحاديث المستدلّ بها ليس ذا موضوعُها فتنبّه لأصلِها ولأيّ سببٍ نطق بها مَن لا ينطق عن الهوى ، يا من بغى وطغى وغوى ، وهَوَتْ به نفسُهُ فيما هوى ، والبعض مُحَرَّفُ اللفظ والمعنى ، والبعض لا أصل له ولا دخل له هنا ، فأبشر بمقعدك من النّار مصحوبًا بالذلّة والإهانة والصّغَار، وحرامٌ عليك هذا التجرّؤ والإفتراء والكذب ، وقلّة الدين والخُيَلاء وسوء الخُلُق والأدب ، مع كلام الله تعالى وكلام سيّد العجم والعرب (صلعم) ، فتنبّهْ لطيشك وغِلظ طبعِكَ وجفائك يا لعين ، فعليك لعنة الله والملائكة والنّاس أجمعين ، وقد لعب بك الشيطان وسوّل لك وأملَى ، ولا شكّ أنْ لا حَظَّ لك في الآخرة والأولى ، فأنت لا تعرف من دين الله إلا اسمه ، ولا من كلامه وكلام رسوله إلاّ رسمه ، وما تعرف إلاّ حديث الأزِقَّةِ والهذيان والخُرافات ، ومجالس السّوء والتَمَشْدُقِ في الأسواق والطّرقات ، هيهات ما تطلُبُ وتقصد هيهات ، كيف تدّعِي المعرفة وأنت أكبر الجاهلين الأوّلين ، فيا ليت شِعري هل تَنَبَّهْتَ لقوله تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون) ، يا ويحك لو تدبّرتَ ما في العواقب ، لما صُبَّتْ عليكَ المصائب ، وكيف تدّعي معرفة العلوم ، وأنت لا تفرّق بين منطوقها والمفهوم ، فتنبّهْ من سُكْرِكَ وهذيانك يا مشؤوم ، ويا من جاء كلامك أشبه بنُطق اللّوم ، ولا شكّ أنّ قائله لا يفرّق بين يقظةٍ ولا نوم ، فقد اسْتَأْسَدتَ وإنّك أمّ خِنَّوْر ، وما دَرَيْتَ أنّك مذمومٌ مدحُور، ولَعَمْرِي كأنّك أشبهُ النّاس خِلقةً باليَعْفُور، فلذا لم تكن بشرًا سويًّا ، ولا صدر ويصدر منك خُلُقًا مرضيّا ، بالله إنّ الشيخ بن عبد الرحمن أسكنه الله فراديس الجنان ، وأمطر عليه سحائب الرحمة والرّضوان ، لَبَرِيءٌ ممّا نَسَبْتَهُ إليه براءةَ الذئب من دم ابن يعقوب يا سفيه ، واستوجبتَ ما يملأ الجوّ من لَعْنِهِ ومقتهِ وطردِهِ من رحمته وسخطه وغضبه وخزيه مع إبليس وجنوده ، سبحانك اللهم هذا بهتان عظيم ، فالسيّد ] يقصد الشيخ الدّيسي [ - رضي الله تعالى عنه – قضى نفيس عُمُرِه النّفيس في قراءة العلم والتعليم والتدريس وتربية التلاميذ والإخلاص في كلّ العمل ، ومُعاداة أهل البدع والأهواء والأدواء والزّلل ، وما خُلُقُهُ إلاّ مطالعة الكتب والتهجّدُ والذكر والصّمت ، والإعراض عن لغو الكلام وما يجلبُ الذمّ والمقت ، ونوّرَ الله قلبَهُ بنور المعرفة ، ولا وصفَ أفضل من هذه الصفة ، ملازمًا لتدريس الكتاب والسنّة ، ولا يميل إلى خلاف السنّة إلاّ جاحدٌ منافقٌ مثلُكَ ذي جِنّة ، هذا مع متابعته ]يقصد الدّيسي[ للحبيب المحبوب ، ومَنْ هو المطلوب المرغوب (صلعم) في أوامره وأفعاله وأخلاقه ، وغايته وصولٌ إلى كمال تجريد التّوحيد وكمال المعرفة ، ولا شكّ هو من أنظار العلماء الذين مضوا في القرون الماضية السالفة ، ولبعضهم في المعنى قيل :
هي الشّمس لا تخـفى علـى كـلّ مُبصــرٍ
سـوى مُقلــــــــةٍ عميــاءَ أو أعيـــُنٍ رُمْـــــدِ
ومثلُـــه أيضــا :
فَهَبْـنِي قلـتُ هـذا الصّبـحُ ليــلٌ
أَيَعْمَى العالمون عـن الضّيـــــاءِ
|
|