لتكــن حروفكــم وكلماتكــم "حـــيّــــــة "
================
أرجو بدايةً أن يعذرني بنو بلدتي على صراحتي ...
عندما أتفحّصُ صفحات الفايسبوك بشكلٍ يوميّ وأقرأ مساهمات كثيرٍ من شبابنا الذين أحبّهم ويُهِمّني أمرُهُم – والله بذلك عليم – أجد غالبيّتها ما بين : سطحيّةٍ فكريّة ، وفوضى لغويّة ، وركاكةٍ أسلوبيّة ، وقتلٍ ومجزرةٍ فظيعةٍ في حقّ الوقت الثمين ، وقحطٍ معنويّ ، وغيابٍ فادحٍ للغاية والنّجاعة والدّلالة ، كلماتٌ وجملٌ هي أقرب ما تكون إلى الطّلاسم والألغاز لا يكاد يفهمُ قارئُها معناها أو مَرْمَاهَا ... والغريب أنّها تنال عشرات الإعجابات في أقصر البرهات ، وتنهال عليها التعليقات في دقائق قليلات ... وهي في النّهاية لا تعدو أن تكون إلاّ تفاهات.
وبالمقابل ، أقرأ مساهماتٍ مشرقة لشباب مثقفين وملتزمين (وأشير هنا – كمثال – إلى تجربةِ رائدة ومتميّزة ، وهي مجموعة "الروّاد" البوسعاديّة) ، فأجدُ أحيانًا كلماتٍ معدوداتٍ وجُمَلاً متفرّقاتٍ تثيرُ في النّفس عميق المشاعر، وتنير العقول بأسنى الأفكار ، وتدفعُ المرء إلى التأمّل والتفكير والحوار والبحث دفعًا ، وتهزّ النّفس والوِجدان هزًّا ... تلك الكلمات والجُمَل هي فعلا " كائناتٌ حيّةٌ " مليئة بالحياة والحركيّة والإيجابيّة ... تلك هي التي سيُكتَبُ لها الخلودُ وستُحدِثُ في واقعنا البائس ذلك " الفرق " ...
نصيحةٌ من محبّ غيور : أيّها الشّباب ، يا شباب بلدتي الأحباب ، ارفعوا التحدّي ، وارقوا بمستواكم ، وعُوا مسؤولياتكم ، وأحسنوا استعمال ساحات التواصل لعلّها تكون بأقلامكم ومنشوراتكم وسيلة لحلّ معضلات الواقع العديدة أو لمناقشتها والتقليل من وطأتها على الأقلّ ، وانتبهوا جيّدا إلى ما تنشرونه فإنّه يُعبّر بشكلٍ مّا عنكم وعن شخصياتكم وبيئتكم وثقافتكم وانتمائكم ... لتكن كلماتكم ومساهمتكم حيّة ... أحياكم الله.
|
|