بعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، تلقت إسرائيل الدعم من كندا لمواصلة
عملياتها العسكرية في غزة لضرب من وصفتهم بـ''الإرهابيين''. هذه العمليات
أسفرت، أمس، عن مقتل حوالي 04 شخصا نصفهم من المدنيين، من بينهم أطفال ومسنون
وامرأة حامل، في وقت تحضر إدارة نتنياهو لشن عملية برية واسعة، حيث استدعت حوالي 57 ألف جندي
من الاحتياط تعمل على حشدهم على أطراف حدود غزة.
إن تبقى الأعين معلقة إلى السماء لمراقبة القصف المتبادل بين فصائل
المقاومة في غزة وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي واصل غاراته أمس التي
استهدفت مؤسسات حساسة تابعة لحماس ومواقع مختلفة في غزة، أدت إلى رفع حصيلة
الشهداء إلى 40 شهيدا، فإن الجميع يترقب العملية البرية الواسعة التي يحضر
لها القائمون على تنفيذ العدوان الجديد على غزة، حيث استدعت مؤسسة الحرب
الإسرائيلية 75 ألفا من جنود الاحتياط. وفي السياق، أكد وزير خارجية
إسرائيل، أفيغدور ليبرمان، على ضرورة تنفيذ العملية البرية في ظل تصعيد
إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل إلى ما بعد بلدات الجنوب نحو تل أبيب والقدس.
وفيما طمأن أن بلاده لا تريد حربا إقليمية جديدة، أكد على عدم إنهاء
عملية ''عمود السحاب'' من دون تنفيذ ثلاثة أهداف رئيسية لها، وهي استعادة
الهدوء إلى منطقة جنوب البلاد واستعادة الردع الإسرائيلي والقضاء على مخزون
الصواريخ بعيدة المدى للتنظيمات الفلسطينية في غزة. كما أكد أنه ''في حال
مباشرة عملية برية فلا يجوز وقفها، بل يجب الذهاب حتى النهاية وتحقيق الأهداف''، على حد قول ليبرمان.
لكن هذه العملية لقيت انتقادا من قبل حزب ميرتس، الذي حذرت رئيسته،
زهافا غلئون، من هجوم بري داخل قطاع غزة، معتبرة أن تجربة الماضي تدل على
أن العمليات البرية تجلب التعقيدات وسفك الدماء. وفي واشنطن، أعاد الرئيس
الأمريكي باراك أوباما تأييد أمريكا الراسخ لإسرائيل، خلال اتصال هاتفي
أجراه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مساء الجمعة. وقال
البيان: ''أعاد الرئيس تأكيد الدعم الأمريكي لحق إسرائيل في الدفاع عن
نفسها وعبر عن الأسف لوقوع خسائر في أرواح المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين''.
بالموازاة مع هذه التحضيرات، يواصل الطيران الإسرائيلي دك غزة، حيث
استهدف أمس عدة مؤسسات تابعة للحكومة المقالة في غزة، من بينها مبنى رئاسة
الحكومة ومبنى للحكومة والمقر الرئيسي للشرطة ومسكن لقيادي في حماس، أسفر
عن جرح 30 شخصا، كما تم استهداف مناطق متفرقة ما أدى إلى رفع حصيلة الشهداء التي تجاوزت أمس 40 شهيدا وحوالي 380 جريح.
وفي خضم هذه العمليات العسكرية التي عرفت تصعيدا، أمس، زار وزير خارجية
تونس، رفيق عبد السلام، قطاع غزة، وأدان رفيق عبد السلام ''العدوان
السافر'' الإسرائيلي على القطاع، حيث قال: ''لم يعد هذا العدوان مقبولا ولا
مشروعا بأي مقياس من المقاييس''. وأضاف أن ''رسالتنا إلى المجتمع الدولي
هي أنه يجب وقف العدوان الإسرائيلي السافر على أهلنا وشعبنا في قطاع غزة''.
كما دعا الجامعة العربية إلى التحرك أيضا ''لوقف العدوان'' الإسرائيلي.
في المقابل، واصلت المقاومة الفلسطينية قصف أهداف عدة بمناطق مختلفة من
إسرائيل، خلفت جرح 9 جنود إسرائيليين، وسمعت صافرات الإنذار لليوم الثاني
على التوالي في العاصمة تل أبيب. وقالت مصادر بالجيش الإسرائيلي إن نظام
القبة الحديدية تصدى لصاروخ أطلقته المقاومة استهدف تل أبيب..
وإلى جانب عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا حول تطورات الأوضاع في غزة،
عقد بالقاهرة اجتماع رباعي يضم الرئيس محمد مرسي ورئيس الوزراء التركي رجب
طيب أردوغان وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني ورئيس المكتب السياسي
لحركة حماس خالد مشعل، لبحث عودة التهدئة لقطاع غزة. والتقى مشعل فور وصوله
القاهرة، مسؤولي المخابرات المصرية في اجتماع مغلق، وكان قد دعا أردوغان من القاهرة لضرورة محاسبة إسرائيل.