أوثق عرى الإيمان الحب والبغض في اللهوالحب في الله والبغض في الله والموالاة في الله والمعاداة في الله من أهم أمور الدين وأوثق عرى الإيمان كما قيل :
وما الدين إلا الحب والبغض والولا
كذاك البرا من كل غاو ومعتد
وروى الإمام أحمد من حديث البراء بن عازب رضي الله عنهما قال : كنّا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( أيّ عرى الإسلام أوثق ؟ ) قالوا : الصلاة . قال : ( حسنة وما هي بها ) قالوا : صيام رمضان ، قال : ( حسن وما هو به ) قالوا : الجهاد . قال : ( حسن ومـا هو به ) قال : ( إن أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله ) . ورواه أبو داود الطيالسي وابن أبي شيبة والبيهقي في شعب الإيمان بنحوه . وروى الطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أوثق عرى الإيمان ، الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله ) .
وروى أبو داود الطيالسي في مسنده والطبراني في الصغير والحاكم في مستدركه وأبو نعيم في الحلية عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( يابن مسعود ، أي عرى الإيمان أوثق ؟ ) قلت : الله ورسوله أعلم . قال : ( أوثق عرى الإسلام الولاية في الله والحب في الله والبغض في الله ) .
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسـول الله صلى الله عليه وسلم : ( أفضل الأعمال الحـب في الله والبغض في الله ) . وروى الإمام أحمد والطبراني في الكبير عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الإيمان قال : ( أن تحب لله وتبغض لله وتُعمل لسانك في ذكر الله ) قال : وماذا يا رسول الله ؟ ، قال : ( وأن تحب للناس ما تحب لنفسك ، وتكره لهم ما تكره لنفسك ) .
وروى الإمام أحمد والطبراني أيضا عن عمرو بن الجموح رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله تبارك وتعالى وأبغض لله فقد استحق الولاية من الله ) . وروى أبو داود في سننه والبيهقي في شعب الإيمان والحافظ الضياء المقدسي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ) . وروى الإمام أحمد والترمذي والحاكم والبيهقي عن معاذ بن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من أعطى لله ومنع لله وأحب لله وأبغض لله وأنكح لله فقد استكمل الإيمان ) قال الحاكم : صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه . ووافقه الذهبي في تلخيصه .
وروى أبو داود الطيالسي والنسائي واللفظ له عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان وطعمه ، أن يكون الله عز وجل ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب في الله وأن يبغض في الله وأن توقد نار عظيمة فيقع فيها أحب إليه من أن يشرك بالله شيئا ) . وهذا الحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما بغير هذا اللفظ .
وروى الحاكم في المستدرك وأبو نعيم في الحلية عن عائشة رضي الله عنها مرفوعا : ( الشرك أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء ، وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء مـن العدل ، وهل الدّين إلاّ الحـب في الله والبغض في الله ، قـال الله تعالى : { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله }) .
وروى أبو نعيم أيضا من طرق عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال لي النبي صلى الله عليه وسلم :{ أحب في الله وأبغض في الله ووال في الله وعاد في الله فإنك لن تنال ولاية الله إلاّ بذلك ، ولا يجد رجل طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصيامه حتى يكون كذلك. وصارت موالاة الناس في أمر الدنيا وأن ذلك لا يجزئ عن أهله شيئا } .
وروى ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : {من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعاد في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك ولن يجد عبد طعم الإيمان وإن كثرت صلاته وصومه حتى يكون كذلك وقد صارت عامة مؤاخاة الناس على أمر الدنيا وذلك لا يجدي على أهله شيئا} .