لندن ــ سارة هاريس (ديلي ميل)
كشفت دراسة أجريت أخيرا أن الإفراط في
استخدام الانترنت قد يؤدي إلى تلف في أجزاء من أدمغة المراهقين فقد اكتشف
العلماء ظهورا في أدمغة بعض مستخدمي الكمبيوتر بكثافة، ما يلبث أن يصبح
أسوأ مع مرور الوقت، وهذا قد يؤثر في قدرتهم على التركيز وفي ذاكرتهم وفي
قدرتهم على اتخاذ القرارات ورسم الأهداف، وقد يؤثر ذلك على سلوكهم أيضا.
وعمد
الباحثون في هذه الدراسة إلى أخذ صور لأدمغة 18 طالبا جامعيا ممن يقضون ما
بين 8 و13 ساعة يوميا على الانترنت، حيث البحث وألعاب الكمبيوتر لمدة ستة
أيام أسبوعيا.
وصُنّف هؤلاء الطلبة على أنهم من مدمني الانترنت، بعد أن
طلبت إليهم الإجابة عن 8 اسئلة، منها ما إذا كانوا حاولوا الإقلاع عن
استخدام الكمبيوتر، وما إذا كانوا كذبوا على عائلاتهم بشأن الوقت الذي قضوه
أمام شاشة الكمبيوتر.
وأجرى الباحثون مقارنة بين هؤلاء الطلبة ومجوعة
أخرى من الطلبة ممن يقضون وقتا أقل من ساعتين يوميا أمام الكمبيوتر. وقد
ركزت بضع صور أدمغة الطلبة على نقطة رمادية على سطح الدماغ، حيث عمل
الذاكرة والعواطف والخطابة والنظر والسمع والسيطرة على السيارة.
وبمقارنة
المنطقة الرمادية بين المجموعتين، تبيّن وجود ضمور في العديد من مناطق
أدمغة المدمنين على الانترنت. وأظهرت الصور أنه كلما طالت فترة البقاء أمام
الشاشة، كان الضرر على الدماغ أكثر خطورة.
ووجد الباحثون كذلك تغيرات
في أنسجة الدماغ العميقة يطلق عليها المنطقة البيضاء، التي تمر من خلالها
الرسائل بين أجزاء مختلفة من المنطقة الرمادية في الجهاز العصبي.
ويقول الباحثون في هذه الدراسة إن نتائجها تعني أن الإدمان لفترة طويلة على الانترنت يؤدي إلى التغييرات في هيكلية الدماغ.
وكانت
الدراسة قد أجريت في الصين على يد مجموعة من المختصين بالأمراض العصبية
والأشعة. وتم اختيار الصين للاعتقاد بأن 24 مليون مراهقا فيها مدمنون على
الانترنت.
ويقضي الشبان البريطانيون حوالي خمس ساعات يوميا أمام التلفزيون والانترنت في المعدل، وفقا لدراسة أجرتها مؤسسة «تشايلدوايز».