غياب الشخصية المركبة عن السينما .. بسبب الاستسهال و النظرة التجارية

غياب الشخصية المركبة عن السينما .. بسبب الاستسهال و النظرة التجارية </SPAN>
</SPAN>20/04/2009</SPAN></SPAN></SPAN>

</TD></TR></TABLE>

ظل عدد كبير من الممثلين في‮ ‬ذاكرة السينما ومشاهديها لأنهم استطاعوا تجسيد بعض الشخصيات ذات البعد الإنساني‮ ‬والنفسي،‮ ‬وعبروا عن كل ما تحمله هذه الشخصية من أبعاد من الصعب أداؤها‮. ‬لذلك لن ننسي‮ ‬دور‮ »‬يوسف شاهين‮« ‬في‮ ‬فيلمه‮ »‬باب الحديد‮« ‬حيث جسد شخصية قناوي‮ ‬بحرفية شديدة مما جعلها تدخل في‮ ‬إطار الشخصيات الأكثر تأثيرا في‮ ‬عالم السينما المصرية والعربية‮. »‬محيي‮ ‬إسماعيل‮« ‬في‮ ‬فيلم‮ »‬الإخوة الاعداء‮« ‬كان شديد الإبداع بالدرجة التي‮ ‬جعلت البعض منا‮ ‬يعتقد أنه بالفعل إنسان‮ ‬يعاني‮ ‬من مرض الصرع في‮ ‬حياته الواقعية‮. ‬نفس الأمر ما فعله عزت العلايلي‮ ‬في‮ ‬فيلم‮ »‬الاختيار‮« ‬ومحمود‮ ‬ياسين في‮ »‬الأخرس‮« ‬و»سونيا والمجنون‮« ‬وسميرة أحمد في‮ »‬الخرساء‮« ‬وزكي‮ ‬رستم في‮ »‬ابن عمري‮« ‬كل هذه الأعمال تؤكد ان السينما انشغلت الي‮ ‬حد كبير بالعيوب والثقوب في‮ ‬النفس البشرية كما‮ ‬يطلق السينمائيون علي‮ ‬هذه الأنماط وهذه الشخصيات تتطلب جهدا كبيرا لإبراز تفاصيلها مما‮ ‬يجعلنا نطرح قضية‮ ‬غياب تلك الأنماط عن سينما هذا الجيل ونطرح السؤال هل المشكلة في‮ ‬الورق أم في‮ ‬المنتج أم ان‮ »‬الجمهور عاوز كده‮«. ‬كما‮ ‬يحاول البعض ان‮ ‬يبرر من أجل نشر كل ما هو متدن في‮ ‬المستوي‮ ‬لذلك طرحنا القضية‮. ‬في‮ ‬البداية عبر الكاتب الكبير‮ ‬يسري‮ ‬الجندي‮ ‬قائلاً‮: ‬ان الشخصية المركبة تحتاج إلي‮ ‬عمق في‮ ‬العمل الدرامي،‮ ‬وفي‮ ‬الممثل أيضا الذي‮ ‬يستطيع تجسيد هذه الشخصية وهذا افتقدناه في‮ ‬الوقت الحالي،‮ ‬حيث أصبح الاستسهال هو سيد الموقف،‮ ‬كما ان الموضوعات متشابهة باستثناء بعض الأعمال فمثلاً‮ ‬الفنان‮ »‬حسن حسني‮« ‬موهبة كبيرة وطاقة إبداعية عالية جداً‮ ‬ولكن‮ ‬يهدرها في‮ ‬أعمال ليست لها قيمة وهذا‮ ‬يحزنني‮ ‬لانه‮ ‬يقبل الاستسهال،‮ ‬وقال‮: ‬ان الممثل الذي‮ ‬يحترم عمله أصبح عملة نادرة‮.‬ أما بالنسبة للفيديو فهو عملية آلية تتحكم فيها الإعلانات وليس له معايير حقيقية للعمل الفني،‮ ‬وبالنسبة للسينما بالرغم من ان النص‮ ‬يعتبر البنية الأساسية للعمل الفني‮ ‬فلا‮ ‬ينظر إليه وأصبح‮ ‬يفتقد شروط الجودة لان المعيار التجاري‮ ‬هو المتحكم‮.‬ الفنان محيي‮ ‬إسماعيل قال‮: ‬انني‮ ‬حاصل علي‮ ‬جائزة من إحدي‮ ‬الجامعات في‮ ‬كندا وأنا متفرد في‮ ‬تجسيد الأدوار المعقدة والصعبة في‮ ‬السينما المصرية،‮ ‬أما الآن فالسينما تحاول تريح الجمهور المنهك اقتصادياً‮ ‬واجتماعياً‮ ‬والمسطح ذهنياً‮.‬ فمن الصعوبة ان تقدم له وجبة دسمة وثقيلة الهضم،‮ ‬ولكن في‮ ‬زمن الفن الجميل كانت تقدم الوجبات الدسمة لان العقل كان متفتحا،‮ ‬والحالة النفسية علي‮ ‬ما‮ ‬يرام لذلك ظهرت شخصيات متعددة الأبعاد وربما كنت أنا أول من قدم السبق في‮ ‬هذا اللون،‮ ‬منذ‮ ‬35‮ ‬عاماً‮ ‬قدمت البذرة الأولي‮ ‬للشخصية المعقدة والصعبة التي‮ ‬تمر بأبعاد ومراحل نفسية كثيرة من خلالها نري‮ ‬شتي‮ ‬الحالات النفسية الصعبة التي‮ ‬قدمت علي‮ ‬أسس علمية حتي‮ ‬لا‮ ‬يأتي‮ ‬كل من هب ودب ويقول‮: ‬أنا ألعب الدور الصعب أما الآن فهو جيل‮ ‬18‮ ‬مليون شاب‮ ‬يتلقي‮ ‬المعلومات السريعة بلا وعي‮ ‬وبلا ثقافة والمشكلة في‮ ‬المنتج القيمة لا تهمه ولكن المهم هو التربح،‮ ‬والذين كانوا‮ ‬يبحثون عن القيمة في‮ ‬الفن رحلوا‮. ‬والنجم الذي‮ ‬يستطيع ان‮ ‬يجسد الشخصية المركبة له موصفات ولا‮ ‬يدخل هذه الحلبة إلا الممثل‮ »‬الثقيل‮« ‬الذي‮ ‬يرفع الأثقال بسهولة وينزلها علي‮ ‬الأرض بسهولة أكثر‮.‬ المخرج‮ »‬سعد هنداوي‮« ‬قال‮: ‬هذه الأيام تجتاح موجة الأفلام الكوميدية والقائمون علي‮ ‬الصناعة عايزين شكل السينما بهذه البساطة وإسناد الأدوار الي‮ ‬عدد محدود من الممثلين‮ »‬نجوم الشباك‮« ‬حتي‮ ‬يذهب الجمهور ليراهم والاكتفاء بتقديم أنواع من السينما المحدودة والمدهش ان أكثر النجوم ليس لديهم الاستعداد لتقديم الشخصيات المركبة،‮ ‬وهم لا‮ ‬يتابعون السينما العالمية بل أكثرهم مكتفون بما هم فيه وإن عرض عليهم أفلام مختلفة‮ ‬يرفضونها خشية من عدم تجاوب الجمهور معها بالرغم من تواجد ممثلين كثيرين عندهم قدرات عالية ولكن تظل المشكلة كما هي‮.‬ المخرج‮ »‬علي‮ ‬عبدالخالق‮« ‬فيؤكد ان الوقت الحالي‮ ‬تسود فيه موجة الأفلام الخفيفة في‮ ‬ساحة السينما والتركيز علي‮ ‬الموضوعات السهلة التي‮ ‬يقبل عليها المتفرج للتخلص من همومه وأنه لدينا ممثلون قادرون علي‮ ‬أداء الأدوار المركبة والصعبة وإن الممثل الجيد‮ ‬يستطيع أن‮ ‬يجسد أي‮ ‬دور‮.‬ </STRONG></SPAN>

غياب الشخصية المركبة عن السينما .. بسبب الاستسهال و النظرة التجارية

غياب الشخصية المركبة عن السينما .. بسبب الاستسهال و النظرة التجارية

المواضـــــــيع المشابــــــهه