آفلام عابرة للمحظورات!

السينما تتخطي الاسلاك الشائكة وتنتصر للحرية

رغم
الأسلاك الشائكة التي كانت تقف علي حدود الابداع الا ان السينما ظلت تسعي
الي اختراقها دائما،‮ ‬وعبر السنوات الاخيرة أسفرت عمليات التسلل الحدودية
عن عدد من الافلام التي تجاوزت خطوطا حمراء كثيرة ظلت مسيطرة لزمن طويل‮.‬
كل
مبدع تحايل بطريقته لتجاوز المنطقة الشائكة،‮ ‬لجأ البعض لجهات بعيدة عن
الرقابة للحصول علي موافقاتها وواجهوا الانتقادات التي وجهت اليهم بأنهم
يواجهون أحيانا رقباء يتحولون الي ملكيين اكثر من الملك‮. ‬اخر‮ ‬الافلام
التي تردد انها تتجاوز‮ ‬كل الحدود هو فيلم‮ »‬ابن الرئيس‮« ‬لكن مؤلفه
فجر مفاجأة‮!‬
المؤلف والسيناريست يوسف معاطي يعتبر عاملا مشتركا في
اكثر من فيلم قام خلالها بتجاوز الاسلاك الشائكة لكنه هذه المرة يؤكد انه
لم يتقدم علي الاطلاق حتي هذه اللحظة بسيناريو‮ »‬ابن الرئيس‮« ‬للرقابة
فهي فقط فكرة ولم يطلب منه احد عدم الدخول في هذه المنطقة الشائكة كما
يردد البعض ويقول‮:‬
الورق الموجود علي مكتب وزير الثقافة والذي قدم من
قبل للناقد علي ابوشادي بصفته رئيسا للرقابة كان مجرد معالجة للفيلم ولم
تقابل بأي نوع من الاعتراض او علي الأقل لم يخطر هو بذلك وبالتالي فإن
ماتردد مؤخرا عبر وسائل الاعلام خال تماما من الصحة حيث اكدت وسائل
الاعلام ان عادل امام ينوي التدخل لحل الازمة وانه لن يتنازل عن الفكرة
التي يبني عليها امالا عريضة لنجومية ابنه الذي رشح للبطولة‮.‬
وحول
المشهد الذي ذكره البعض بوجود ابن الرئيس في احضان امرأة في بداية الفيلم
وهي تجسد شخصية زوجة رئيس لدولة افريقية يقول معاطي‮: ‬هذا المشهد ايضا‮
‬غير موجود بالمرة حتي في المعالجة التي قدمت للوزير وهو مايؤكد عدم صحة
هذه الاخبار ويضيف‮: ‬الجهات الرقابية باختلاف انواعها سمحت لي علي مدار
مشواري الفني الطويل بالعديد من الافلام التي لم اتخيل للحظة انها قد تمر
مرور الكرام لكنها بالفعل اجتازتها دون قلق او إثارة للمشاكل والقيل
والقال مثل‮ »‬السفارة في العمارة‮« »‬وطباخ الرئيس‮« ‬و»حسن ومرقص‮«
‬و»مرجان احمد مرجان‮« ‬رغم الجرأة‮ ‬غير العادية المطروحة في الحوارات
داخل هذه الافلام لان هناك الحجة والاقناع اللذين يصلان بنا دائما الي
نقاط تلاقي مع هذه الجهات وبالتالي فأن لا اعترض علي وجودها بل اوافق
عليها وارحب بها لانها في النهاية جهات رقابية مصرية لاتهدف لعرقلة
المسيرة الفنية او الصناعة السينمائية بأي شكل من الاشكال ونحن متفقون علي
هذا وبالتالي لامانع من تدخل الكنيسة والازهر والجيش والشرطة وكل من يهمه
الامر وتبقي القدرة علي الاقناع‮ ‬هي الحد الفاصل في الرفض او القبول في
نهاية الامر‮.‬
ويضيف معاطي‮: ‬لابد ان نستعين بهذه‮ ‬الجهات اثناء
تنفيذ الافلام حتي نكون حرصاء في مانقدمه للناس ففي فيلم حسن ومرقص جلست
مع اصحاب الافران من اجل مشهدين فقط في الفيلم لأتعرف علي مشاكلهم وعندما
تقابلنا انا والاستاذ عادل امام مع البابا شنودة قامت الدنيا ولم تقعد
وقتها رغم ان هذه المقابلة طبيعية جدا ومني مصلحة القائمين علي العمل،‮
‬وعندما انفذ فيلما عن اسرائيل فلابد ان ارضخ لتعليمات المخابرات المصرية
وهكذا وعلي العكس من ذلك فأنا ضد والزيف والبطولات الوهمية التي يختلقها
البعض ضد الرقابة او الجهات المسئولة حيث يصعد فلان ويؤكد ان فيلمه جريء
والجهة الفلانية رفضته لجرأته ويصبح بين عشية وضحاها بطلا قوميا فهذا خداع
ولايمت للبطولة بصلة وفي فيلمي القادم‮ »‬بوبوس‮« ‬هناك مناطق كثيرة شائكة
لكن اجتزتها بعدما وافقت عليها الجهات المسئولة ففي النهاية هذه الجهات
ليست ضد الابداع او المبدعين بل تهدف الي اعطاء العمل شيئا من المصداقية
بحقيقة التي تخدم العمل واخر هذه الافلام مبروك ابوالعلمين حمودة في شخص
وزير الداخلية وابنه‮.‬
رقابة الستينيات
اما المخرج‮ »‬خالد يوسف‮«
‬فيتبني وجهة نظر مغايره لما سبق حيث يري ان المؤلفين والمنتجين يحاولون
مواكبة مساحة الديمقراطية المتاحة الان في مجال الصحافة ومحاولة استغلالها
لكن للأسف لازلت الرقابة علي الافلام الان قريبة من رقابة الستينيات فهم
يعترضون علي افلام معينة فقط وافلام اخري تمر بسهولة رغم وجود تشابه بين
موضوعي الفيلمين فقد ظن السينمائيون ان حجم الحرية المتاح في الصحافة امتد
الي السينما لكن هذا‮ ‬غير صحيح فالصحاغة لها وضع مختلف‮.‬
وحينما
يتعلق بمحاولة بعض الجهات فرض معايير علي الافلام قال‮: »‬بصراحة شديدة‮«
‬هو مش ناقصة رقابات فالقانون المنظم للرقابة علي المصنفات الفنية يجعلها
هي المسئولة الوحيدة الرقابة علي الافلام التي تقدم لها،‮ ‬ولايحق لها
تحويل السيناريو الي اي جهة سواء كانت وزارة او هيئة حكومية او مؤسسة
دينية فليس من المعقول ان تقوم الرقابة بتحويل سيناريو او فكرة فيلم الي
وزارة الداخلية مثلا للبت في امر بدء تصويره او عرضه وينتظر المخرج او
المؤلف الموافقة من الوزارة التي تضع بعض العراقيل احيانا‮.‬
ولي‮
‬تجربة مع فليم‮ »‬جواز بقرار جمهوري‮« ‬مع المؤلف‮ »‬محسن الجلاد‮« ‬فقد
عانينا كثيرا بسبب وجود شخصية رئيس الجمهورية في الفيلم رغم ان التواجد
كان يتم بطريق‮ ‬غير مباشر،‮ ‬وقد انتظرنا ستة أشهر حتي حصلنا علي تصريح
من الرقابة لبدء التصوير وانتظرنا ثلاثة اشهر اخري ظل فيها السيناريو
ينتقل بين وزارات وجهات حكومية ومجالس الدولة المختلفة حتي يظهر الفيلم
للنور،‮ ‬ثم بدأت تظهر العراقيل التي تفنته كل جهة في وضعها وتعطل بدء
التصوير ولكن الحمد لله لم اضطر إلي‮ ‬حذف اي مشاهد لكن اقتصر الامر علي
حذف او تغيير بعض الجمل او الالفاظ‮.‬
حبيسة الادراج
ورغم ان المخرج‮ »‬احمد نادر جلال‮« ‬يري ان مساحة‮ ‬الحرية اصبحت اكثر من السابق الا انه يضيف‮:‬
لم
نصل حتي الان للحرية المطلوبة فلاتزال هناك بعض القيود علي صناع الافلام
ولكن الافلام التي تتخطي الاسلاك الشائكة التي قدمت خلال الفترة الاخيرة
ليست كثيرة فكل عام او عامين نجد عملا او عملين هما اللذان يحملان موضوعات
جريئة ولكن الحقيقة ان هناك افلاما اكثر بكثير ترفضها الرقابة ولاتجيزها
لتظل الي الان حبيسة الادراج لهذا اتمني ان تزيد مساحة الحرية وتختفي
القيود التي تعرضها علي الافلام حتي يستطيع الجمهور ان يري هذه الافلام
التي تقوم بتعرية المجتمع وابراز سلبياته وعن محاولة بعض الجهات فرض
معايير رقابية علي الافلام يقول‮ »‬انا دائما اعترض‮« ‬علي هذا فليس من
المعقول ان نتجه كصناع افلام الي الف جهة للحصول علي تصاريع لتصوير فيلم
ويظل العمل معطلا‮ ‬
مدة طويلة احيانا تصل الي سنوات واحيانا تفرض هذه
الجهة علي صناع الفيلم ليقوموا بتغيير او اجراء‮ ‬تعديلات علي السيناريو
مما يفقد العمل جزءا كبيرا من قوته‮.‬
وعن تجربته في‮ ‬فيلم‮ »‬عايز
حقي‮« ‬يقول‮: »‬لقد عانيت كثيرا حتي وافقت الرقابة علي السيناريو وتأجل
تصوير الفيلم اكثر من مرة بسبب ظهور شخصية رئيس الوزراء في‮ ‬الفيلم
وحصلنا علي موافقات من جهات حكومية عديدة مع ان هذا من المفترض ان يكون
دور الرقابة فهي التي يجب ان تقوم بمخاطبة الجهات المعنية ولكن الرقابة
تكتفي فقط بتحويل السيناريو الي الجهة المختصة ومن هنا تفقد جزءا كبيرا من
اختصاصاتها‮.‬
نقمة جديدة

آفلام عابرة للمحظورات!

آفلام عابرة للمحظورات!

المواضـــــــيع المشابــــــهه