تنتقل الرمال بفعل الرياح التي تزداد سرعتها من الارض العارية الناعمة حتى اذا اعترض حركتها عائق او توقفت عن الحركة ترسبت في صورة كثبان رملية وخلال الفترة الاولى لتكوين الكثيب يزداد ارتفاعه تدريجيا الى ان يصل الى حد يكون فيه مقدار ما يتراكم من الرمال على الكثيب بواسطة الرياح مساويا لمقدار ما تحمله نفس هذه الرياح في سريانها الذي يحدث في هذه اللحظة هو ان ذرات الرمال تتطاير لتهبط فوق قمة الكثيب ثم لا تلبث ان تنزلق ولهذا فان الكثيب يتحرك من موضعه ، وقد تظهر الكثبان الرملية في مجموعات متجاورة يتراوح عددها ما بين 40-50 كثيب في الكيلومتر المربع و يتراوح ارتفاع الكثيب بين عدة امتار ومائة متر ويترواح انحدار جانبه المواجه للرياح ما بين 5-12° ، اما الجانب المواجه لمنصرف الرياح فيكون اكثر انحدارا اذ يبلغ ما يقرب 35° .
وتتكون الكثبان الرملية من حبيبات منتظمة من الكوارتز مع بعض الميكا وبعض هذه الحبيبات تكون ذات قطر لايزيد عن 15 سم وتكون هذه الحبيبات الصغيرة ما بين 2 الى 15 بالمائة من الحجم الكلي .
وفي صحراء مصر مثلا قامت الرياح بنقل وتصنيف وترسيب كميات هائلة من الرمال في ثلاث انواع من الرواسب السطحية وهي كثبان الرملية ، سهول رملية ، وغطاءات رملية وتسود السهول الرملية معظم سطح الصحراء حيث تكسو هذه المساحات الشاسعة المستوية السطح راقه من الحبات الرملية المتوسطة وكبيرة الحجم تمثل درعا يحمي سطح السهل الرملي من أثر الرياح السائدة ومعظم كثبان الصحراء من النوع الطولي والهلالي كما توجد بعض الكثبان القبابية والكثبان النجمية وتظهر الكثبان الطولية في صور الفضاء على هيئة خطوط طولية فاتحت اللون ، ولا زالت ميكانيكية حركة الرمال على طول الكثبان ودور الرياح امرا قابلا للجدل .
وكثيرا ما تعمل الكثبان الرملية على قطع الطرق البرية الصحراوية مما يؤدي الى تعطيل المواصلات خاصة عند هبوب الرياح العاصفة .
وعندما تهبط الكثبان الطولية الضخمة- في صحراء مصر الغربية حافات الهضاب المشرفة على احواض المنخفضات تنقسم الى العديد من نطاقات الكثبان الهلالية ومنخفض الخارجة الذي تتشكل رماله الى نطاقات من الكثبان الهلالية وتتميز برخانات الواحات الخارجة بمعدل حركة سريعة تصل الى 100 متر سنويا في بعض الاحيان .والحقيقة ان هناك حلولا يمكن بها الحد من تحرك الكثبان الرلية تتمثل في محاولة تخفيض سرعة الرياح السطحية وتعدل النباتات من اكثر الوسائل فعالية في ذلك فهي تخفض سرعة الرياح الى جانب ان الجذور والمادة العضوية تساعدان على تماسك التربة ضد الرياح و تزرع النباتات الخشبية كالاشجار والشجيرات لتعمل على تخفيض سرعة الرياح فوق المناطق الواسعة ، وان كان ذلك الامر يتعذر في المناطق الصحراوية الجافة حيث تحتاج في زراعتها الى المياه ، كما انها لم تثبت جدواها في حالة اذا كان فيض الرمال غزيرا اذ لا تلبث تجمعاتها الزاحفة ان تغرق الاشجار وتتجاوزها الى ما تراد حمايته وراءها وعموما تستخدم طريقة زرع الاشجار في مناطق كثيرة كمصدات للرمال .
هذا وقد كان باجنولد قد اقترح تغطية التكوينات الرملية بطبقة من الحصى الخشن لتثبيتها وان كان هذا الاقتراح رغ وجاهته واعتماده على اسس منطقية صعب التحقيق من الواجهة العملية . وهناك طريقة رش الرمال بزيوت سريعة التسرب كالاسفلت تتميز باللزوجة لكي تعمل على تماسك حبيبات الرمال لعمق مناسب فوق سطح الكثبان .
والمناطق التي تعاني من مشكلة غزو الرمال لها تحاط حقولها باسوار من الاخشاب وسعف النخيل كما تزرع المنطقة المحصورة بين التكوينات الرملية والمناطق الزراعية ببعض الحشائش والشجيرات الملائمة للمناخ الصحراوي حيث تتوافر المياه من الآبار بالقرب منها كما تعد اشجار النخيل مصدات طبيعية امام الرمال .
|
|