الشيخ الفقيه العلاّمة : سيّدي دحمان بن السنوسي بن الفضيل الدّيسي (1825- 1930)عن الأستـــاذ : بـــلال فضيـــلي بتصــرّفعالم اشتغل بالفقه والقضاء ، قال عنه المحدّث الكتّاني : " لو كان للفقه المالكيّ أب لكان دحمان بن الفضيل " ، ترجم له الكتّاني في كتابه (فهرس الفهارس- ج2 – ص 2002) ، درس في تاسلنت - آقبو (بجاية) ودرّس بها وتولّى مشيختها وعُيّن قاضيا بزواوة ، درّس في زاوية سيدي عامر والدّيس ، أعلن الجهاد مع الشّريف محمّد بن شبيرة ضدّ المحتلّ الفرنسي يوم 19 أكتوبر 1849 ، عُيّن مفتيا عند الأمير عبد القادر الجزائري لناحية بوسعادة وضواحيها.
قال عنه الكتّاني : " لقد أجازني بعدما استقرأني طيلة الخمسة أيّام وكأنّي بين علماء الأزهر ، له خفر العلماء وطيلسانهم ".
وقال في شأنه : " أروي سنده الفقهي عن الشيخ المكي بن عزوز والشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي البوسعادي الهاملي والشيخ محمد بن الحاج محمد بن أبي القاسم الهاملي وكلهم عن العارف أبي عبد الله محمد بن أبي القاسم الهاملي الشهير ح وأجازني به عاليا المعمر عالم زاوية الديس ومدرسها السيد دحمان بن السنوسي بن الفضيل الديسي وهو من مشايخ الشيخ ابن عبد الرحمن وهو والشيخ ابن أبي القاسم الكبير المذكور كلاهما أخذ عن الشيخ أبي العباس أحمد بن أبي القاسم عن والده أبي القاسم المتوفى سنة 1255 عن جده محمد السعيد المذكور ح ويروي الشيخ ابن عبد الرحمن الديسي عن الشيخ سيدي محمد الطيب وأخيه للأب الشيخ سيدي أبي القاسم كلاهما عن والد الثاني الشيخ سيدي أحمد بن أبي القاسم بسنده المذكور ح وأعلى ما بيننا وبين المترجم روايتنا عن الشمس محمد بن عبد الرحمن المذكور إجازة عامة وهو عن المعمر المحدث أبي عبد الله محمد المازري الديسي المتوفي سنة 1284 ".
قلت فيه من بحر الكامل :
فأمدّني سندًا يوثّق مأخــذي \\\\ عن فاضل وأفاضل نالوا العلا
قد عمّر المئة المديدة جازها \\\\ خمسًا فعُدّ معمّرًا مستكمـــــلا
له تآليف عديدة منها : الفضول في إرجاع منطق العوامّ للأصول ، ترتيب الخميس كترتيب الأيام من السبت إلى الخميس ( وترتيب الخميس يعني ترتيب الجيش ، وبسبب هذا الكتاب فرضت عليه الإقامة الجبرية ووضع تحت الرقابة من طرف المستعمر) ، الكلمة الراشدة المقنعة من حكم الخلفاء الراشدين الأربعة ، القول المتعاضد المتآزر بأنّ إبراهيم عليه السلام عمّه آزر ، تفسير سورة الكهف لما فيه من عبر وحكم وطرف وتُحف ، أرجوزة إرشاد المصلّي الناسك بأنّ القبض ثابت عن الإمام مالك ، الزجر والردع في دفع الشُبَه والبدع من حياض الدّين والشرع ، المسائل المعنونة في الأسديّة والمدوّنة ، وجوب الجهاد لطرد الإفرنجي المتكالب على البلاد ، بيان السنّة لأهل الملّة ، فضائل القرآن وغيرها .... عندي من المخطوط الكامل منها وبعضها قد تلف فأسفت على ذلك كثيرا .
له متن في تحقيق النسب الشريف لأولاد سيدي إبراهيم من 41 بيتا من الرجز مطلعه :
أقول بعد الحمد والتمجيد \\\ على الإله الخالق المجيد
ثمّ الصّلاة دائما مجدّدا \\\ على النبيّ الهاشميّ أحمدا
اعلم بأنّ بحثنا في النّسب \\\ علمٌ كفايةٌ لنا في الطّلب
إلى أن يقول :
وبعد قد تضاربت أقوال \\\ لنسبة (الغول ابراهيم) قالوا
إلى أن يقول :
فجدّيَ ابراهيم ذو الولايهْ \\\ الغول في العلم وفي الولايهْ
أخواله من نسل بن ربيعهْ \\\ ما حاد أصلهم عن الشريعهْ
أبـوه (إبراهيمٌ السّلامي) \\\ نسبتــه العلـــيا دار السلام
أخواله الأتراك فيما حُقّقا \\\ تواتــــرًا مـــــن جـــدّنا موثّقا
ثمّ يختمه قائلا :
هذا وجُدْ على الذي قد نظمهْ \\\ (دحمان) ما يرجو وما قد أمِلًهْ
والحمد لله الذي شرّفــــــــنا \\\ لنسبــــة المختار أن أوصــلنا
ثمّ الصلاة والسلام سرمدا \\\ على النّبيْ ما نجمٌ في السّما بدَا
أقول : وللأستاذ (بلال فضيلي) مبحث رائع لم يسبقه إليه أحد في تحقيق هذا النسب ، معتمدا على هذا المتن النادر وغيره من المصادر والوثائق وربّما نشرناه بعد أخذ الإذن منه بحول الله.
وللشيخ سيّدي دحمان بن الفضيل أخبار كثيرة – رحمه الله – ( أقول أنا : منها ما نقلته بالتواتر عن جدّي الحافظ الحاج لخضر طاهري – رحمه الله – فقد عاصره ).