طاهري إبراهيم مشرف
المشاركات : 1748 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف/الكتابة والشعر المزاج : هادئ ومتأمّل الإقامة : أولاد سيدي ابراهيم نقاط التميز : 518 الأوسمة الذهبية : 0 نقاط أعجبني : 1572 تاريخ التسجيل : 12/11/2012
| موضوع: رسالة إخوانية من العلاّمة الحاج بن السنوسي بن عبد الرّحمن الدّيسي ( بخطّ يده ) إلى الشيخ العلاّمة المصطفى بن الشيخ محمّد القاسمي الخميس 10 يوليو 2014, 11:51 | |
| رسالة إخوانية من العلاّمة الحاج بن السنوسي بن عبد الرّحمن ( بخطّ يده ) إلى الشيخ العلاّمة المصطفى بن الشيخ محمّد القاسمي:( نشر هذه الوثيقة مشكورا الأستاذ محمّد فؤاد القاسمي في كتابه " وثائق تاريخية من المكتبة القاسمية " ص 90 )
تــــوطــــئـــــــة :
هي رسالة إخوانية مشحونة بالمعاني والأحاسيس الرّاقية ، ألفاظها مُختارة بعناية شديدة وبشكل ينمّ عن تواضع العلماء وحسن سمتهم واحترامهم لمشايخهم ، وتقديرهم لأقرانهم وتفقّدهم لأحوالهم ، ناهيك عن الأسلوب الأدبيّ المتميّز وبراعة الإستشهاد والخطّ المغربي الحسن ، كما تنبئ عباراتها بخُلّة الإعتراف بالفضل والوفاء للمشايخ المربّين ، وعن العلاقات الإنسانية المتينة التي كانت تربطهم – رحمهم الله – ... رسائل كهذه تعطينا صورة واضحة عن المستوى الأدبي والأخلاقي الراقي الذي تمتّع به ساداتنا الأوائل ...
نــصّ الرّسالـــة :
الحمد لله وصلّى الله على سيّدنا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم 06 صفر 1378 هـ الموافق لـ 21 أوت 1958م
أدام الله سعادة عين أهل المعارف والمعالي ، وواسطة عقدهم الغالي العالي ، من نبتهج بوجود قربه منّا ونشاهد مآثره الحسنى ، الأستاذ الأبرّ والسيّد السّند الأكبر ، الشيخ سيّدي مصطفى ابن الشّيخ سيّدي محمّد وكلّ من تلحظه تلك العناية وتحوطه هاتيك الرّعاية ، من الأهل والأولاد والمتعلّقين والمحبّين والأحفاد ، وبالأخصّ غصن دوحة الكمال المُعلّق عليه أحسن الآمال ، السيّد إبراهيم الخليل فاضلٌ ماجدُ الأعراق حلو الشمائل عذب الأخلاق ، وكيف لا وهو :
تولّد بين المصطفى وصفيّه *** ولا غرو أن تزكو هناك المغارس
حاطكم الله بسرّ فواتح السُّوَر من حسد سكان البوادي والحضر ، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته كلّما ذُكِر السلام وجرت بكتابته الأقلام ، وبعد فقد بلغني خبر انتقالكم بالأهل إلى عين وسّارة وجعلتموها لمحلّ إقامتكم مُختارة ، لأسباب اقتضت ذلك فتأسفتُ كثيرا ، فعندنا بقربكم أنسٌ كبير ولكن سبقت المقادير بالإنتقال ، فما في ذلك الواقع عتابٌ ولا مقال ، ومن سعد طالع تلك القرية ساقكم الله إليها لتُحيي قلوب أهلها بمواعظكم وإرشاداتكم النافعة :
تَحيَى بكم كلّ أرض تنزلون بها *** كأنّكم لوجوه الأرض أمطـــارُ
فأنتم إن شاء الله أفضل خلف لأولئك السلف الكرام المشاهير الأعلام ، تركوا آثارا حسنة علّموا الجاهل وأطعموا الجائع وكسوا العريان ، فكم غُذّيَت أرواحنا وأشباحنا من معارفهم وعلومهم وإحسانهم ، فعامّة أهل الواسطة عبيد نعمهم أرقّاء فضلهم وجودهم بدون شائبة حرية ، فما أحقّهم بقول من مدح بني حمدان : أوجههم للصّباحة وألسنتهم للفصاحة وأيديهم للسّماحة ، ولنا فيكم وفي سالفي مشايخنا محبّة بعيدة عن الأعراض نقيّة من الأغراض راسخة في سويداء القلب ، وعندي على الجميع غيرة ولسان بذيء لكلّ من يحوم حول أعراضهم نطقا وكتابة ، نواصل من واصلهم ونقاطع من قاطعهم ، رافقناهم في الأسفار وقاسينا معهم ما حلّ بهم من الشدائد ، وذلك كلا شيء في جانب محبّتهم ونعمهم علينا ، ولم يكن بيني وبينهم أدبٌ كأنني من أترابهم ، فرحِم الله تلك الأبدان الطاهرة والأرواح المقدّسة ، كما نرجو من المولى الكريم أن لا ينزع بركةً من محلّها ،وما في مَرَائِي الأستاذ الأعظم دليلٌ على البقا إلى يوم اللقا ، كما أسأل الله أن يعجّل لكم الأوبة ويمحو آثار كلّ غربة، وسامحني فيما أطلتُ به من الكلام والسّلام.
من كاتبه طالب صالح دعائكم ابن السنوسي بن عبد الرحمن وفقه الله ولطف به ، آمين.
|
|
|
|