مـــع أستــــاذي :... إنّه أستاذي والمربّي الذي ربّاني طيلة ثلاث سنوات بثانوية زيري بن منّاد خلال بداية التسعينيات من القرن الماضي ، تلك الصّحبة التي امتدّت آثارها لما بعدها من السنين وإلى الآن : علم مع تواضع ، حزم مع رحمة ، حكمة مع بصيرة ، صدق مع تجرّد ، حبّ مع وفاء ، طيبة مع كرم ... إنّه أستاذي الجليل سيّدي
( محمّد عمّاري) أستاذي في العلوم الطبيعية خلال دراستي الثانوية ، كان يعلّمنا العلم أحسن ما يكون التعليم ، وكان يربّينا بالكلمة وبالنّظرة ، ولازلت لحدّ الآن لا أسطع أنّ أحدّ فيه النظر من الهيبة والإجلال ، فرح بي لمّا نجحت في شهادة الباكالوريا سنة 1992م - ربّما أكثر من والدي - وكان أوّل المبشّرين ، لا أنسى أبدا تلك الغبطة التي علت محيّاه وهو يكلّم الوالد ، وذلك الحضن الذي حظيت به وهو يبشّرني ويقول :
( الحمد لله الذي لم يخيّب ظنّي في وليدي ) ، بقيت على تواصل معه طيلة السنوات التي تلت نجاحي ، وجمعتني به الفرص الطيّبة أكثر من مرّة ، وفي الأيام الأخيرة كنت محظوظا بزيارته للعائلة مرّتين ، وتحدّثنا مطوّلا عن حياته مسيرته وكذا عن رفيق دربة المرحوم الأستاذ
( محمّد حفصي ) ، وتجاذبنا أطراف الحديث حول أمور عامّة تخصّ التاريخ والبلدة ، وفي هذه وجدت أنّ الرّجل بحرٌ لا ساحل له وأنّه يحمل في جعبته الكثير ممّا يستحق التدوين والتوثيق ، لازلت أذكر نكتة سمعتها منه وهو يقارن بين أحوال مدينة بوسعادة قديما والآن ، يقول :
" يا وليدي كلّ شيء تغيّر .. وإلى الأسوأ للأسف ... يا ربّي حتى (السوكارجية) زمان كانوا يتمتّعون باللباقة والحشمة ، يتعاطون خمورهم بسرّية في أماكن بعيدة ولا يكاد يشعر بهم أحد ، ولا يسبّبون أذى لأحد... ".تحيّة حبّ وإجلال وتقدير لك سيّدي وأستاذي الكريم ... وعذرا عن التقصير فالكلمات عاجزة ...
|
|