شكرا على الموضوع.
نعم النبي صلى الله عليه وسلم كان يحسن ويعدل في معاملة اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار.
قال النبي صلي الله عليه وسلم: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره ). إذا كان لأحدكم جار من غير المسلمين فإنه يجب عليكم أن تحسنوا جواره لا بقول ولا بفعل ولكنه كرم لا يمس الدِّين بخلل قال العلماء رحمهم الله:"إن الجار إذا كان مسلمًا فله حقان حق الجوار وحق الإسلام ، وإن كان قريبًا فله ثلاثة حق الجوار وحق الإسلام وحق القرابة وإن كان كافرا فله حق واحد حق الجوار".
قال الله تعالى:(وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) وهذا عام للمسلمين وغيرهم فمن حياك بتحية فحيه بمثلها أو أحسن منها الا أن تكون تحية محرمة فانه لا يجوز ردها بل ينصح المحي بها ويبين له وقال عليه الصلاة والسلام:(لا تبدءوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا سلموا علينا أن نقول وعليكم ) وذلك لأن اليهود في المدينة كانوا يسلمون على المسلمين يقولون: ( السام عليكم ) أتدري ما السام؟ السام هو الموت يعني إنهم يمرون على المسلمون ويقولون الموت عليكم.
و من عدل الإسلام إذا كان غير المسلم لا ينال المسلمين منه سوء فإنه لا حرج أن يهدي إليه وأن يحسن إليه لقول الله تبارك وتعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) فالبر إحسان والإقساط عدل يعني لا بأس أن تبروهم لا بأس أن تعاملوهم بالإحسان أو بالعدل.
فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه كان يتعامل مع اليهود والنصارى في البيع والشراء كما انه عقد مع المشركين صلح الحديبية,ولكن بخصوص كلمة الاجلال التي ذكرتها فلم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجل اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار.
سئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله : عن حكم مخالطة الكفار ومعاملتهم بالرفق واللين طمعاً في إسلامهم ؟ فأجاب : لا شك أن المسلم يجب عليه أن يبغض أعداء الله ويتبرأ منهم ؛ لأن هذه هي طريقة الرسل وأتباعهم ، قال الله تعالى : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ) الممتحنة/4 . وقال تعالى : ( لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ) المجادلة/22 . وعلى هذا لا يحل لمسلم أن يقع في قلبه محبة ومودة لأعداء الله الذين هم أعداء له في الواقع ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ ) الممتحنة/1 . أما كون المسلم يعاملهم بالرفق واللين طمعاً في إسلامهم وإيمانهم : فهذا لا بأس به ؛ لأنه من باب التأليف على الإسلام ، ولكن إذا يئس منهم عاملهم بما يستحقون أن يعاملهم به ، وهذا مفصل في كتب أهل العلم ولاسيما كتاب " أحكام أهل الذمة " لابن القيم رحمه الله " . انتهى . " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " ( 3 / السؤال رقم 389 ) .
|
|