مَشَـى الطـاووسُ يومـاً باعْـوجاجٍ؛ * فـقـلدَ شكـلَ مَشيتـهِ بنـوهُ
فقـالَ: عـلامَ تختـالونَ ؟ فقالـوا: * بـدأْتَ بـه ، ونحـنُ مقلـِـدوهُ
فخـالِفْ سـيركَ المعـوجَّ واعـدلْ * فـإنـا إن عـدلـْتَ معـدلـوه
أمـَا تـدري أبـانـا كـلُّ فـرع ٍ * يجـاري بالخـُطـى مـن أدبـوه؟!
وينشَــأُ ناشـئُ الفتيــانِ منـا * علـى ما كـان عـوَّدَه أبـــوه.
فالأب هو المسئول الأول عن الاسرة لأنه راع في أهله ومسئول عن رعيته، فواجبه إصلاح أهله وبالأخص الأولاد، فإنه مسئول عن تربيتهم وإصلاحهم روحياً وأخلاقياً، ليخلف بعده ذرية صالحة تنفعه وتنفع المسلمين.
يقول الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم 6].
فإن الله أمر المؤمنين بطاعته واجتناب معاصيه، وأن يأمروا أهليهم بمراقبته، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فبذلك تكون وقايتهم من النار.
ومن هنا نعلم أنه لا تبرأ ذمة المسلم حتى يجتهد في إصلاح نفسه، وإصلاح من تحت ولايته من أزواج وذرية.
فواجب عليك أيها الوالد أن يكون إصلاح الأهل و الأولاد هماً يشغل بالك، وهاجساً لا يغيب عن خاطرك، حتى توفق بإذن الله للسبل الكفيلة بإصلاحهم وتوجيهم، والأخذ بأيديهم إلى بر الأمان وسيف النجاة في الدنيا والآخرة.
وإن هذا الأمر ليزداد خطورة في هذا الزمن الذي كثرت فيه المغريات، وتلاطمت فيه أمواج الفتن، وطغت أسباب الفساد والإفساد، حتى أصبح الوالد مع أولاده كمن يرعى غنماً في أرض مسبعة موحشة، إن غفل عنها لحظة أكلتها الذئاب والسباع.
إن المسؤولية كبيرة والحمل ثقيل لكن للأسف نعجب اليوم من أقوام انشغلو في دنياهم وأموالهم لتنميتها وصيانتها وأهملو أهلهم وأولادهم ، بل ظنو أن واجبهم اتجاههم هو توفير سبل الرخاء والراحة وهو الذي كان في كثير من الأحيان سببا في انحراف القيم الأخلاقية في الأسرة.
نسأل أن يصلح أحوالنا وأحوال المسلمين.
|
|