تجمع العديد من الدلائل مؤخرا لدى علماء الجليديات على أن ثلاثة
من أضخم الأنهار الجليدية في القارة القطبية الجنوبية بدأت تختفي
بسرعة عالية, تفقد ما يقدر بسرعة 250 كيلو مترا مكعبا من الجليد سنويا.
وفيما يرى بعض العلماء أن هذا التراجع قد يكون طبيعيا ومحكوما بالنظام
العادي لتقدم وتراجع الجليديات عبر السنين, يرى البعض الآخر أن هناك
رابطا بين هذه الظاهرة والاحترار المتزايد لجو الأرض بسبب مفعول
البيت الأخضر الناتج عن تزايد نسبة غاز أوكسيد الكربون في الجو.
ويذكر أن هذه الجليديات الثلاث تشكل ثلث الصفيحة الجليدية التي تغطي
القارة القطبية الجنوبية, وتدل الدراسات على أن آخر تراجع كبير
في حجم الجليديات القطبية الجنوبية كان قد سجل قبل مئة ألف سنة,
وأشار التقرير إلى أن هذه الحقيقة لا يمكنها أن تقدم معلومات واضحة
وتسمح بالإجابة عن السؤال المطروح إلا أنه من المؤكد أن إنصهار
الجليد بهذه السرعة سوف يؤدي إلى ارتفاع مستوى البحر بعد بضع مئات
من السنين بمقدار خمسة أمتار وأنه لو انصهر كل الجليد في القارة القطبية
الجنوبية لارتفع مستوى سطح البحار والمحيطات في العالم أجمع بنحو خمسين مترا