بقلـــم أستـــــــاذي الفاضــــل :
لخضـــر لــقــديّلمن أعيش؟
من الناس من يعيش حياة مديدة ، ويمر بأحوال سعيدة ، ولكن محصلة حياته تكون صفراً ؛.
ومن الناس من يعيش حياة قصيرة ، ويمر بأحوال سعيدة ، لكن محصلة حياته تشكل رقماً كبيراً في عداد الرجال .
فالأول يعيش على هامش الحياة ، لا يهتم إلا بنفسه ، ولا يكترث بمصالح الناس ، ولا يلقي بالاً للمصلحة العامة ، فيموت دون أن يدري به أحد ، لأن موته لا يغير شيئاً في حياة الناس ، ولا ينقص الكون محسناً بفقده ، ولا يخسر مصلحاً بموته ، فيخرج من الدنيا غير مأسوف عليه .
والثاني يعيش الحياة بكل معانيها ، ويقدم مصلحة الناس على مصلحته ، ويكثر من الإحسان إلى الناس ، ويكون عضواً فاعلاً ونافعاً في المجتمع ، فإن مات حزن الناس لفراقه وافتقدوا إحسانه وحنوا إليه، بل إن كان من المسلمين المتقين بكى عليه مكان سجوده وصلاته .
وكلما زاد هذا الشعور، زادت معه قيمة الإنسان،فكن أخي رقما إيجابيا ، وإياك أن تكون صفراً ؛ أو تكون رقما سلبيا لا يسلم الناس من شره وأذاه ، فذلك الذي يقال عند وفاته : الحمد لله ! استراح منه الناس.
ما أجمل قول الشيخ ابن باديس رحمه الله جوابا عن السؤال مطلع المقال: س: لمن أعيش أنا؟ج: أعيش للإسلام والجزائر.
وختم المقال: والآن وقد فهمتموني وعرفتم سمو فكرة العيش للإسلام والجزائر فهل تعيشون مثلي للإسلام والجزائر؟نعم! نعم! بصوت واحد.فلنقل كلنا: ليحيي الإسلام! لتحيا الجزائر .
المرجع : لمن أعيش ؟ ، ملخص محاضرة ألقاها عبد الحميد على أعضاء جمعية التربية والتعليم الإسلامية. آثار ابن باديس (3/ 233)
فيا حبذا لو طالع المقال كل واحد منا .
|
|