في اليومين السابقين كنتُ أتجوّل رفقة أسرتي في مدينة بوسعادة بغية التحضير لعيد الأضحى المبارك ولوازمه ، وكنتُ وأنا في دكاكين المدينة ومحلاّتها أرى أصابعًا تشير نحوي ، وأسمع همسًا هنا وهناك يدور بشأني ، فأسمع طفلاً يكلّم أمّه قائلا : هذا هو رجل الفايسبوك الأشقر .. ، ويستوقفني أحدهم شاكرًا لي على الجهد الذي أبذله في سبيل تسليط الضّوء على تاريخ منطقتي ورجالاتها ، وعلى ما أقدّمه من الإرشادات والأفكار والطّروحات المختلفة ، وعلى ما أقوم به في إطار العمل العامّ .. وقد تكرّر هذا الأمر في تلك الأمسية مرّات عديدة ، حتّى قال بعض من رافقني : " اضرب يا سيدي .. ها قد أصبحت شخصيّة عامّة معروفة " ، وبرغم تبسّمي للقائل إلاّ أنّني أحسستُ بألمٍ داخليّ وخزني بشدّة ، وشعرتُ بوطأة المسؤوليّة وثقل الأمانة ، فليس من السّهل أبدًا أن تصبح شخصيّة عامّة ومعروفة في هذا الزّمن ، حيث سيتوقّع منك المتابعون الكثير من الإنجازات ، ويعلّقون عليك عديد الأماني والآمال ، وينتظرون منك جديد الدّعم والطّرح والتنظير والحلول ... وربّما نصّبوك قدوةً لهم يقتدون بها في الحسن والقبيح ولا يغتفرون لها زلّة أو سقطة ، وحينئذ فستصبح كلّ حركة أوسكنة و كلّ لفظ أوفعل وكلّ موقف أو وجهة نظر ... كلّ ذلك سيكون محسوبا بدقّة ويقظة وحذر ...
وكنتُ مع اعتلاج تلك المشاعر بداخلي أقول بيني وبين نفسي : " اللهمّ اجعلني خيرا ممّا يظنّون ، ولا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون " ...

عندما يكثر الحديث عنك سـواء مدح أو ذم ...
فتأكد بأنك شغلت من حولك لدرجة أنهم تركوا ما يعنيهم و اهتموا بك ...
فواصل نجاحك و دع لهم متعة الحديث !!!!

آمين يا رب العالمين
انت الآن قدوة فكن حذرا أستاذ (الغلطة بحقها)