أخذت هذه الصّورة مع زملائي الظاهرين معي في جوان 1992م بعد الفراغ من آخر امتحان في البكالوريا ، وخرجنا وكلّنا فرح وابتهاج بعد مجهود كبير وعمل جماعي مضني آملين وشبه متأكدين من نيلنا لتلك الشهادة وباقتدار، وللأمانة كنت أنا صاحب اقتراح أن نأخذ هذه الصورة في ذلك الوقت.. لكن يشاء الله أن تتسرّب أسئلة البكالوريا في تلك السنة - ولعل الكثير يتذكر ما حدث في تلك الأيام - وقرّرت وزارة التربية أن تعيد الإمتحان برمّته للعلميين وقد كنت أنا وكل من في الصورة من أقسام العلمي ماعدا واحدا كان رياضيّا ، وكذا قررت الوزارة إعادة الإمتحان في المواد الأدبية المشتركة للرياضيين .... ولكم أن تتصوّروا مدى هول المفاجأة والحسرة التي أصابتنا بعد كل التعب والإرهاق الذي أصابنا في سبيل اجتياز أيام الإمتحان وبعد المردود الطيب الذي قدّمناه .. ورغم جوّ الإنكسار واليأس الذي خيّم على الكثير إلا أن المجموعة التي في الصورة لم يطل بها أمد التحسّر والتقينا مرّة أخرى لنتعاون ونتناصح وكوّنا فريق عمل قسّمنا فيه الموادّ ، وكنت أنا مكلّفا بتدريس مادّتي العلوم الطبيعية والرياضيّات والفسفة أيضا بينما تقاسم الآخرون الموادّ المتبقّية وكانوا يساعدونني عند التعب ، وخلال أقلّ من 20 يوم عاودنا مراجعة 90 بالمئة من البرنامج المقرّر وكانت المراجعة على نحو أفضل من المرّة الأولى ، كنا ندرس داخل مستودع بمدينة بوسعادة لصديقنا محمود (الواقف أقصى اليمين) ونستيقظ وقت صلاة الصبح ، نصلّي جماعة معظم الأوقات ، ننام ونتغدّى ونتعشّى هناك... ونتسلّى في بعض الأوقات أيضا هناك.. وعندما حلّ وقت الإمتحان المُعاد دخلنا بنفسيات متجدّدة ومرتفعة وبعد 03 أيام من الإمتحانات خرجنا والسعادة تغمرنا والأمل يحدونا ليوم إعلان النتائج... ويوم أعلنت النتائج وجدنا أن كل فريق العمل نجح وبملاحظة تتراوح ما بين "قريب من الجيّد" إلى "جيّد" ، وكنت بفضل الله تعالى صاحب ملاحظة "جيّد" ... والآن وبعد أكثر من 20 سنة أقف متأمّلا لهذه الصّورة وأنا أستعيد الذكريات الحلوة وأتأمّل قصّتها وما آل إليه حال من فيها : الواقفون الأخ محمود أقصى اليمين طبيب بيطري متمرّس معروف ، الأخ عبد المالك مستثمر واقتصادي ممتاز ، العبد الضعيف وحاله معروف لكم ، الجالسون على اليمين الأخ نورالدين ليسانس مالية + مفتّش رئيسي في الضرائب ،في الوسط الأخ مختار من عباقرة علم الفيزياء موظّف .. حرمته الإعاقة من تكملة دراسته ، على اليسار القانوني والمحامي الأخ عمر وعضو في المجلس الشعبي الولائي ... الحمد لله اجتمع هؤلاء الشباب على العبادة والعمل والأخلاق الرفيعة والمحبّة الصادقة فكانت خاتمة جهدهم وحرصهم كما رأيتم ولله الحمد .. عسى تكون هذه الصّورة وهذه الكلمات قد زرعت في إخواننا وطلبتنا وتلاميذنا روح الحرص والعمل وبذل الجهد في سبيل التحصيل والنجاح.



   

أثناء قراءتي للموضوع أحسست بالصدق والإصرار والعزيمة
أحسست بالحب و بالجو الأخوي الحقيقي الذي نفتقده هذه الأيام
أحسست بالتواضع والإمكانيات البسيطة
وأحسست بالفرق الكبير بين الزمانين زمانكم وزماننا
بارك الله فيك أستاذي

بارك الله فيك الشيخ ابراهيم
الله ينوركم ويبارك فيكم

الصورة أصدق تعبير ,,,
 يا له من فرق بين زماننا و زمانكم و زمان هذا الجيل
اي بكالوريا و اي مستوى, اي اخلاق واي قيم
لا يوجد شيء ..و حتى الاخوة و الصداقة انقرضت
لا معنى لها....أعتقد أن الايام التي تمضي أفضل مما هو قادم
 فيا رب سترك
شكرا على الصورة المؤثرة و ما مكانة اصحابها الا خير دليل
وفقكم الله للافضل استاذ

 

أسعدتني تعلقاتكم ومروركم الجميل ، والله ...