طاهري إبراهيم مشرف
المشاركات : 1748 العمر : 50 العمل/الترفيه : موظف/الكتابة والشعر المزاج : هادئ ومتأمّل الإقامة : أولاد سيدي ابراهيم نقاط التميز : 518 الأوسمة الذهبية : 0 نقاط أعجبني : 1572 تاريخ التسجيل : 12/11/2012
| موضوع: خطاب إنهاء دروس اللغة ( خطاب للعلاّمة الدّيسي وجّهه لطلبة الزاوية القاسمية وكتبه ابنه الشيخ أحمد أبو داوود -رحمة الله عليهما - ). الخميس 13 يونيو 2013, 14:57 | |
| خطاب إنهاء دروس اللغة ( خطاب للعلاّمة الدّيسي وجّهه لطلبة الزاوية القاسمية وكتبه ابنه الشيخ أحمد أبو داوود -رحمة الله عليهما - ). ===================================================== بسم الله الرحمن الرحيمالحمد للّه المنعم بالفتح والتنوير والامداد، جاعل نجابة الأبناء من أجلّ نعمته على العباد، والصلاة والسلام على سيّدنا محمّد نبيّ المرحمة، القائل: طلب العلم فريضة على كلّ مسلم، [رواه ابن ماجة] وعلى آله الأتقياء وصحبه الأولياء، خير من لعلوم الدين قرّر ووعى، وعلى انتهاج نهج الهداية حثّ وإلى العلم أرشد ودعا. صلاة وسلاما نستوهب بهما إحسانه، ونسأله سبحانه عزّ وجلّ بفضلهما لطفه ورضوانه، ما دأب طالب علم على التحصيل، وارتقى فارس ميدانه إلى أوج مراتب العزّ والتفضيل. سادتي الطلبة؛ إنّ أجمل التهاني وأسناها، وأحلى الأماني وأحسنها وأبهاها، ما كان عن حيازة قصب السبق في تحصيل العلوم، والظفر بالوصول إلى الغاية المرضيّة من تحقيقها منطوقها والمفهوم. وممّن فاز في ذلك عن الأقران، وكان غرّة في جبين الزمان، وأدرك بهمّته القعساء مع حداثة سنّه، فائقَ كلّ علم ورائق فنّه، ممّا أخذه عن أستاذيه المحقّقين الأخوين العزيزين الشيخ سيّدي محمّد بنعزّوز والشيخ سيّدي عبد الحفيظ القاسميّين، القائمين بالتدريس بالمسجد المعمور، وإنارة المعهد الأكبر المشهور، واجتناه من ثمار رياضهما، وتحلى به من درر تقاريرهما إلى أن ارتوى من حياضهما، بإخلاص طويّة، وأدب وصدق نيّة، مشمّرا عن ساق الاجتهاد في اغتنام ذلك المراد، بذهن وقّاد وطبع سليم منقاد وفكر فذّ نقّاد وإسعاف وإسعاد، ألا وهو الشابّ المثقّف شريف الأعراق، حلو الشمائل والأخلاق، الذكيّ النجيب البارع الأديب، سيّدي الحاجّ إبراهيم الخليل، شبل الأستاذ العارف القدوة الجليل، الشيخ سيّدي مصطفى القاسميّ، شيخ الزاوية العامرة وصاحب الشيم العليّة والهمم الزكيّة الزاهرة. نعم؛ لسموّ إدراكه وتفوّقه وتعلّقه بالعلم وتعطّشه له وبديع تخلّقه، أحرز من الوالد الأستاذ على الإذن له في إقراء التلاميذ متن ملحة الإعراب بقصد تنشيطه وتدريبه، وإجادة تربيته وتهذيبه، وللتفاؤل بذلك النظم الحريريّ، مفتاح النحو وملحُ الآداب، نزهة الأفكار ولبّ اللّباب. ولا غرابة إذ حذا النجل حذو الوالد والجد، ففي المثل لا سؤال على ما جاء على الأصل وسلك بفطنته سبيل الحرص والجِد. فتلقّى الإذن منه في جمع كريم بامتثال واحتشام وإجلال وأدب، وجلس على مقعد التدريس وانتصب لتعليم من في علم النحو رغب. بإلقاء لمعان زاخرة تسنّمت سنام البراعة، وحلّ لأبيات النظم بأسلوب عجيب وبيان اقتعد فيه غارب الفصاحة والبلاغة، ممّا يُخجلُ به الدرَّ في الأسلاك، بل الدراري في الأفلاك. فكان درسه الأنور لطلاقة التبيان والرصانة، ورشاقة التعبير وعجيب الصناعة والمتانة، روضةً تنوّعت أزهارها، وتدفّقت أنهارها من ابتدائه تقرير قول الناظم رحمه الله تعالى: أقول من بعد افتتاح القول. إلى قوله: وقد تقضّت ملحة الإعراب. وبذلك كان انتهاء الدروس البهيّة، وإتمام تلك التحقيقات الشافية السنيّة. وحيث إنّ هذا الختم والحفل به ممّا شرح الصدور ببشره، وعطّر الأندية القاسميّة بعبير نشره، حُقّ للحاضر والغائب من أبناء الشيخ الروحيّين وغيرهم من الإخوان، وسائر المنتسبين والخلاّن، تلقّيه بالابتهاج والارتياح، والتظاهر بكامل السرور والانشراح، لذلك وجب عليّ أن أقدّم باسمي أصالة، ثمّ باسم طلبة الدرس وتلاميذ القرآن وكلّ محبّ محتسب ومنتسب من أبناء الزاوية قلبا وصلبا، أحسن التهاني القلبيّة العذبة المكرّرة إلى معالي الأستاذ المحبوب الشيخ سيّدي مصطفى، ولجميع السّادة أبناء الدوحة القاسميّة، سائلا لهم من الله تعالى أن يحفظ جميعهم، وللشيخ أن يصون طلعته المحروسة، ويبقي لنا بهجته المأنوسة، وللنجل الكريم أن يديمه الله قمرا طالعا في سماء السعادة، ساميا مراتب المفاخر وكاسبا أربح المتاجر والسيادة، تتجمّل به الأيّام ويفتخر به كلّ منتم للمقام، وأن يكون في النحو سيبويه زمانه والخليل، وفي الفقه إماما محقّقا حلاّلا لمشكلات مختصر أبي الضياء خليل، وأن يقيه والمكرّ الأديب السيّد الكامل ابن الشيخ وغيره من الأنجال شرّ الحاسدين، وأن يجعلهم من خيار الأبناء المهتدين الهادين، وأن يفتح على السادات الطلاّب ويوفّقهم للتحلّي بما يزين من الآداب، فالأدب مقدّم على العلم وقد قالوا: إنّ الأدب مع الجهل خير من سوء الأدب مع العلم، وليس الأدب معرفة الأخبار وحفظ الأمثال والأشعار، بل هو حسن الخلق مع الخلق ولطف المعاشرة مع النوع الإنسانيّ. وفّقنا الله جميعا لطاعته وسلك بنا مهيع هدايته، ومنّ علينا بالاتّباع ووقى سائرنا من مضارّ الانتقاد والابتداع، وملأ قلوبنا من محبّة الأستاذ وجعله لنا في الدارين أقوى ركن وأمنع جناب وأعزّ ملاذ، وجعل هذا الختم مباركا على الأسرة القاسميّة النبيلة الفخيمة، عائدا عليها وعلينا باليمن والخيرات الجزيلة العميمة، آمين
|
|
|
|