مخطوطٌ في الردّ على مَن تطاول على الشيخ محمّد بن عبد الرّحمن الدّيسي في ما ورد في كتابه المشهور ( هدم المنار) ، الكتاب الذي أثار حفيظة البعض ونال الشّيخ الأذى من ورائه حيّا وميّتا وأثار كثيرًا من ردود الأفعال ...
======================================================
الصفحة الرابعة من المخطوط--------------------
وبالجُملة فعلمُهُ وفضائلُهُ سارت بهما الرّكبان ، وصار لا يختلف في الإذعان والإعتراف له اثنان ، وليس بعد العَيَان بيان ، وبالتحقيق هو عالمُ القطر على الإطلاق من غير شقاقٍ ولا نفاق ، فلو كُنتَ ذا معرفةٍ لَطَلَبْتَهُ المناظرةَ معكَ وقتَ أَنْ كان حيًّا ، ولا بأس بذا فآجام الأسود بها أشبالٌ ضارية ، ولهم أنيابٌ مكشّرةٌ عارية ، ولا تحسب الجمر تمرًا أنت آكِلُهُ ، فساء قولُكَ وفِعلُك ، وبَحَثْتَ بِظِلْفِكَ على حتفِك ، ولو كُنتَ ذا معرفةٍ لنَبَّهْتَ على المسائل التي بِزَعْمِكَ أنّ السيّد – رضي الله تعالى عنه – غلط فيها وقَيَّدتَ مواضعها وطلبتَ المناظرة معك مِنْ بعض تلامذتهِ أو أقاربهِ لألجَمُوك وأفحموك وأقحموك وأوقفوك استيقاف حمار العقبة ، حتّى لا تجد لنفسك خَلاصًا ولا فِكاك رقبة ، فالحقُّ أَحَقُّ أن يُتَّبَعْ ، يا من نبح وصاح ووَعْوَعْ ، وحَمَلتْهُ حميّة الجَهْلَةِ الجاهليّة الأولى حتّى سبّ وشتم وأذى ، لِجِبِلَّتِهِ على اللّؤم والأذى ، كَصِنْوِهِ الرياح إذا خالطوه فَسَى أو هذى ، ونَفْخُكَ هذا كَنَفْخَةِ ناموسةٍ لا يتحرّكُ لها ذو هِمَّةٍ عالية ، فما بالك تَلْبِسُ الحقّ بالباطل وتجادل في آيات الله بغير سلطان ، فبالتحقيق أنتَ الآن من حزب وإخوان الشيطان ، فمن يُرِدِ الله أن يهديه يشرحْ صدرهُ للإسلام ومن يُرِدْ أن يُضِلَّهُ سَدَّ عنه سُبُل السّلام ، وأنت من القوم الذين عندهم الإيمان بلا عمل ، فنعوذ بالله من هذا الخطأ الفاحش والزّلل ، ولتعرفْ أنّ وراء الحقّ أَلْفُ طالب ، وأنّ أهل العلم لهم رماحٌ ونَبْلٌ صائب ، ولهم أقلامٌ مُهَنَّدَةٌ حادّةٌ ،وأَلْسُنٌ صقيلة مُحْكَمَةٌ سَادَّة ، يُمَزقُونَ ويَنْفُشُونَ بها أعراض مَنْ حادَّ الله ورسوله وأولياءه ، وما عَلَيَّ أن أُنَبِّهَكَ وأختُمُ قولي بهذا المَثَلِ ودُونَكَهُ :
إِنْ عَادتِ العقربُ عُدْنَا لها
وكانت النَّعْــــلُ لها حاضِرة
ونزعُ العلم من صدور بعض الأمّة وارتفاعُهُ من الأرض علامةٌ لقُربِ السّاعة ، وهذا من علامة أشراط السّاعة ، وقد اقتربت الساعة وافترقت الجماعة ، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العليّ العظيم ، أقول هذا وأستغفر الله لي ولإخواني المسلمين المنقادين ، لا الملحدين الجاحدين الضالّين النائين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ، وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله وصحبه أجمعين إلى يوم الدّين ، وسلامٌ على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين ، قالهُ بِفَمِهِ وكَتَبَهُ بقلمه الرّاجي عفو الحنّان المنّان ، محمّد بن علي بن عبد الرحمن لطف الله به وبإخوانه لُطْفَ حنانٍ وإحسان ، بفضل سيّد ولد عدنان ، صلّى الله عليه وسلّم وشرّف وكرّمَ ومجّدَ وعظّمَ على الرسول الخاتم صلّى الله عليه وسلّم.
انــتـــهى
|
|