... رأيــــــــتك ...رأيتكِ هذا المساءْ
أسير وحيداً..
أصيخُ إلى الطّير تشدو بِحُلْوِ الغناءْ
وألثمُ زهراً..
يميل يمينًا ، يميلُ يسارًا..
ويرقصُ لي خَجِلاً من حياءْ
رأيتكِ هذا المساءْ
أسيرُ وحيدًا..
أشمُّ الحبيبهْ..
لنسمةِ عطرٍ تحيلُ الهواءْ
لقبضة مِسكٍ تُحيلُ التّرابْ
لمنظر حُسْنٍ تحيلُ الطبيعهْ..
فتغدو الطّبيعة أحلى النّساءْ
رأيتكِ هذا المساءْ
على صخرةٍ ، تنظرين السّماءْ
وحِرْتُ ، وكِدتُ أُكذبُ عيني..
ولكنّها قد غشاها الضّياءْ
فراحت تَعُبُّ من الحُسْنِ ، أين...
.. وأنّى الرَّوَاءْ ؟
رأيتكِ هذا المساءْ
مَهَاةً أطَلَّتْ بِعَيْنٍ نجلاءْ
وَوَجْهٍ كبدرٍ زَهِيٍّ يُضِي بالسّناءْ
وشَعرٍ شريدٍ كجدولِ ماءْ...
تَسَمَّعْ خريرًا كَهَمْسَةِ حُبٍّ...
لهُ إنْ تشاءْ..
إذا الرّيح هبّتْ ، وهبَّ الهواءْ
رأيتكِ هذا المساءْ
على صخرةٍ ترمُقينَ الغروبْ
وفي العينِ دمع ٌ كمِثْلِ اللآلي
وفي الوجهِ حَيْرَهْ..
وكلُّ الرّجاءْ
رأيتكِ هذا المساءْ
وسِحرٌ عظيمٌ لذاك القِوَامِ..
تُهَدْهِدُهُُ نفحةٌ من نسيمٍ ..
تُداعِبُهُ ... يا له من رُوَاءْ
رأيتكِ أنتِ ...
وأنتِ فقط ، ربَّةٌ للبهاءْ
رأيتكِ هذا المساءْ
فَطَارَ فؤادي .. ورُحتُ أُسابقُ ظلِّي إِليكِ ..
حبيبةَ قلبي .. أريد اللّقاءْ
وحين وصولي ، ذهبتِ ..
تركْتِ فقط حُرْقَةً .. والبكاءْ
تركتِ الفؤاد مُعَنَّى بِشوقٍ شديدٍ
شديدٍ ، شديدٍ ليوم اللّقاءْ
أنا لن أغيب حبيبة قلبي وربّ السّماءْ
أنا لن أغيب طويلاً ، لأنّي أريد اللّقاءْ
أريد اللّقاء وربّ السّماءْ