... تخـــيـــــّلات ...
... هل تعرفين كيف أتخيّلك الآن ؟
... أتخيّلك وقد لاَحَ نورُ الإصباح تستيقظين .. وتفتحين عينيكِ الجميلتين نصف المُغمضتين فتظهر من خلال ذلك تينك اللؤلؤتين السابحتين في بحرين من البياض ، تحرسهما تلك الأهداب النّاعسة ...
... أتخيّلكِ ووجهك الوضّاءُ لم تُنهِكه صروف النّوم ولم تفسد رُواءَهُ ، وجهٌ أبيض مستديرٌ كالبدر ليلة النّصف ، استلقَت على صفحته خصلاتُ فرعِكِ الأسود وكأنّها تهدهدهُ وتُرَبّتُ عليه .. وكأنّها ضَرَبَاتُ ريشةِ فنّانٍ حاذق على لوحةٍ بديعة ...
... أتخيّلكِ وقد تمطَّيْتِ بحركةٍ لطيفةٍ مِنْ يديكِ وجسمكِ ، وفي حركتهِما تثنّيكِ الذي هو سرٌّ من أسرار سحرك وسرٌّ من أسرار إعجابي ...
...أتخيّلكِ وقد تحرّك لسانكِ العذبُ بحمد خالقكِ على نعمة بعثكِ إليَّ في يومٍ جديدٍ جميل ، جمالُهُ مِن جمال من تحياهُ معي ...
... أتخيّلكِ وقد وقفتِ على قدميكِ الصغيرتين ، ممشوقة القوام تعالجين شَعرَكِ المجنون وقد فاض على كلّ جسمك ، ثمّ تتهادَيْنَ وفي خَطوِكِ وتعطُّفِكِ المطمئنّ شيء مّا يريحني .. وكأنّ خطوكِ إيقاعٌ متناغم أو موسيقى تهزّ النّفس طربًا وسعادة ...
... أتخيّلكِ وأنتِ تتوضّئين لصلاتكِ ، فتسكُبِينَ الماء الصّافي على يديكِ ووجهِكِ ويعود الماء الذي لامس بشرتكِ النّاعمة أكثر صفاءً ممّا كان !...
... أتخيّلك وأنت في حجابكِ الأبيض حمامةً وَرْقَاء تفيض سلامًا وصفاءً ، وأتخيّلكِ وأنتِ تقفين مطمئنّةً بين يديّ ربّكِ – سبحانه – في صلاةٍ تُحيطُكِ نورًا وبهاءً ووقارًا ، ويشرقُ محيّاكِ الخاشعُ المستكينُ جمالاً لا يضاهيه جمال : جمالُ امرأةٍ تزيّنت بكساء الطّاعة والتّسليم ...
... أتخيّلكِ وقد رفعتِ كفّيكِ الصّغيرتين إلى الله مُدندِنَةً بدعواتٍ صادقاتٍ لي ولكِ ، فتغمُرُني تلك السّعادة وتلك الرّاحة وأنا أرمُقُكِ على حالتكِ تلك من المناجاة ، وأنتظرُ أن تستقبليني بوجهكِ الجميل ...
... أتخيّلكِ وقد استقبلتِنِي بطلعتِك البهيّة مبتسمةً راغبةً إليّ ، وقد فتحتِ ذراعيكِ وأحَطتِ رأسي بهما مقبّلةً إيّاهُ وأنتِ تقولين في حنانٍ فيّاض : " صباح الخير وتسلمُ يا أعزّ إنسانٍ في هذه الدّنيا " ...
... وأتخيّلُنِي وقد نظرتُ إليكِ مُحتويًا إيّاك ، وعينايَ تقولان لعينيكِ : " عمتِ صباحا يا أجمل وأرقّ مخلوق في دنياي كلّها " ...
|
|