السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله مساءكم بكل خير
مواصلة لسلسلة "أجبني أجيبك" اخترت لكم اليوم سؤالا جديدا يتضمن موضوع النصيحة التي قال عنها الصادق المصدوق عليه افضل الصلاة وازكى التسليم : الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم . رواه مسلم
ماهو الفرق بين الناصح والمؤنب؟
اجبني اخي لاجيبك اجابة احد الصالحين لنتعلم خلقا راقيا من اخلاق المؤمنين
تقبلوا مشاركتي والسلام تحية

وعليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته....سبق و أن تلقيت شعرا لطيفا عن التأنيب و النصح و أصبح لي فيه مبدأ جميل،يقول فيه الشاعر:
تعمدني بنصحك في انفرادي•••وجنبني النصيحة في الجماعة
لأن النصح بين الناس نوع•••من التأنيب لا أرضى استماعه
وأن النصيحة إحسان إلى من تنصحه ، بصورة الرحمة له ، والشفقة عليه ، فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة ، ومراد الناصح بها : وجه الله ورضاه ، والإحسان إلى خلقه ، فيتلطف في بذلها غاية التلطف ، ويحتمل أذى المنصوح ولائمته ، ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق على المريض المشبع مرضا ، وهو يحتمل سوء خلقه وشراسته ونفرته ، ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح .



وأما التأنيب فالقصد منه التعيير والإهانة ، وذم من أنبه ، وشتمه في صورة ناصح مشفق .

ومن الفروق بين الناصح والمؤنب أن الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته ، قال لك : قد وقع أجري على الله ، قبلت أو لم تقبل ، ويدعو لك بظهر الغيب ، ولا يذكر عيوبك ، ولا يبينها للناس ، والمؤنب عكس ذلك ..تقبل مروري أخي سعيد في انتظار المزيد من النفع الذي تقدمه هذه السلسلة التي فيها كل الخير..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اسعد الله صباحكم بكل خير
بداية اشكر الاخت الكريمة سعدية على اهتمامها بهذه السلسلة الطيبة التي اردنا ان تكون منبرا للخير تقبل كل من سعى الى تعليم الخير وتعلمه ولا تقصي الا من اقصى نفسه واختار البعد عن اهل الخير والصلاح والانتفاع بفكرهم الرشيد وقولهم السديد لانهم جعلوا هذا الدين القويم صراطا مستقيما لا عوج فيه .
لايوجد لدي تعليق ولا تعقيب على اجابتك لانك اصبت اجابة الصالحين ولعلك نقلتيها حرفيا عن الشيخ ابن قيم الجوزية- رحمه الله - اجبت انت ام اجاب غيرك ام اجبت انا فنحن لايهمنا من اجاب ولكن تهمنا الاجابة الصائبة فالهدف واحد ولقد اصبتيه فربما سخرني الله كي اكون سببا في بحثك عن الاجابة الراجحة وربما تكون هناك اجابات اخرى ادق وابلغ خفيت عنا قد يقدمها لنا احد الاعضاء .فكلنا ينشد الحكمة لانها ضالة المؤمن اينما وجدها فهو احق بها .
وهذه هي اجابة الشيخ ابن قيم الجوزية -رحمه الله - :
النصيحة: إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه والغيرة له وعليه، فهو إحسانٌ محضٌ يصدر عن رحمة ورِقَّة، ومرادُ الناصح بها وجهُ الله ورضاه، والإحسانُ إلى خلقه، فيتلطَّفُ في بذلها غاية التّلطُّف، ويحتمل أذى المنصوح ولاَئِمَتَه، ويعامله معاملةَ الطبيبِ العالمِ المشفقِ للمريض الْمُشْبَعِ مرضًا، فهو يحتمل سوء خُلُقِه وشراستَه ونفرتَه، ويتلطَّف في وصول الدواء إليه بكلِّ ممكنٍ فهذا شأن الناصح.
 وأمَّا المؤنِّب فهو: رجل قصْدُه التعييرُ والإهانة وذمُّ من أنَّبه وشتمه في صورة النصح، فهو يقول له: يا فَاعِلَ كذا وكذا، يا مستحِقًّا للذمِّ والإهانة في صورة ناصحٍ مشفقٍ.
وعلامةُ هذا أنه لو رأى من يُحِبُّه ويحسن إليه على مثل عمل هذا أو شرٍّ منه لم يعرض له، ولم يقل له شيئًا، ويطلب له وجوهَ المعاذير، فإن غُلِبَ قال: وأنّى ضُمِنَتْ له العصمةُ؟ والإنسان عرضة للخطإ ومحاسنُه أكثرُ من مساوئه، والله غفور رحيم، ونحو ذلك. فيا عجبًا، كيف كان هذا لمن يحبُّه دون من يبغضه؟ وكيف كان حظُّ ذلك منك التأنيبَ في صورة النصح، وحظُّ هذا منك رجاءَ العفوِ والمغفرةِ وطَلَبَ وجوهِ المعاذير؟. ومن الفروق بين الناصح والمؤنِّب: أنَّ الناصحَ لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته، وقال: قد وقع أجري على الله، قبلتَ أو لم تقبلْ ويدعو لك بظهر الغيب، ولا يذكر عيوبك  ولا يُبيِّنُها للناس، والمؤنّب بضِدِّ ذلك .
اسال الله الكريم ان تقع الموعظة في قلوب القارئين لها وان ينفعني الله واياكم بها وان يهدينا لاقرب من هذا رشدا.
تقبلوا مروري ولكم مني تحية وسلام

والله يا أخي سعيد منذ بدئك في هته السلسلة الرائعة و أنا متحمسة لكل جديد تقدمه،و الإجابة فعلا من روائع ابن القيم الجوزية الذي اهتم لكتبه كثيرا كما أصبحت أشد اهتماما بكتب مواقف الصالحين ككتاب(آراء ابي بكر الكلامية)..وغيره من الكتب فهي مصدر للحكمة والنفع مع تكالب ظروف الحياة و كثرة المواقف التي تبعث على الحيرة ...أشكرك أخي سعيد