أهل الكهف هم فتيان وكان هؤلاء الفتية قد هربوا بدينهم من الكفار وقرروا الالتجاء إلى أحد الكهوف للاختباء فيه وناموا به ثلاثمائة وتسع سنين ثم استيقظوا بعد هذه المدة الطويلة بكامل هيئتهم فبدؤا يتساءلون فيما بينهم عن المدة التي أمضوها نياماً لكنهم لم يلبثوا أن صرفوا النظر عن التحقيق في ذلك لشعورهم بالجوع
وكان بحوزتهم بعض النقود التي كانت متداولة في زمنهم قبل منامهم الطويل فبعثوا أحدهم إلى المدينة ليبحث لهم عن طعام يأكلونه لكن ذلك الرجل تفاجأ بأن المدينة التي غادرها هو وأصحابه بالأمس لم تعد كما كانت عليه وتغيرت اايعرف فيها شيئاً مما كان يعهده ودفع بما لديه من نقود إلى أحد الباعه فأثارت النقود دهشة البائع وعجب بقية الباعة الآخرين
وقرروا أن يذهبوا بها وبصاحبها إلى سلطان مدينتهم وتعجب السلطان من قصتها وقرر أن يذهب إلى مكان الكهف ورأى الفتية الآخرين ورحب بهم وفهم أن معجزة قد وقعت لهم, ولم يلبث أولئك الفتية بعد ذلك أن ماتوا جميعاً في نفس اللحظة
وقد سميت إحدى سور القرآن الكريم بـ(سورة الكهف): نسبة إلى قصة هؤلاء الفتية الذين ذهبوا إلى الكهف الذي كان فيه نجاتهم مع أن ظاهره يوحي بالخوف والظلمة والرعب لكنه لم يكن كذلك إنما كان العكس
قال القرآن الكريم :" وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا
فالكهف في السورة ما هو إلا تعبير أن العصمة من الفتن أحياناً تكون باللجوء إلى الله حتى لو أن ظاهر الأمر مخيف وهو رمز الدعوة إلى الله فهو كهف الدعوة وكهف التسليم لله ولذا سميت السورة (الكهف) وهي العصمة من الفتن
ولكن لحظه ماذا حدث في الكهف والحقيقه الكامله التي حدثت بها والله اعلم !!!
* الأسباب الإلهية لنوم أهل الكهف حتى ينام أصحاب الكهف بصورة هادئة وصحيحة هذه المدة الطويلة من دون تعرضهم للأذى والضرر وحتى لا يكون هذا المكان موحشا ويصبح مناسبا لمعيشتهم فقد وفر لهم البارئ عز وجل عدة أسباب.
* تعطيل حاسة السمع حيث أن الصوت الخارجي يوقظ النائم وذلك في قول [القرآن الكريم]: " فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا
والضرب هنا التعطيل والمنع أي عطلنا حاسة السمع عندهم مؤقتا والموجودة في الأذن والمرتبطة بالعصب القحفي الثامن.ذلك إن حاسة السمع في الإذن هي الحاسة الوحيدة التي تعمل بصورة مستمرة في كافة الظروف وتربط الإنسان بمحيطة الخارجي.
* تعطيل الجهاز المنشط الشبكي عطل الله -عز وجل- الجهاز المنشط الشبكى وهو أداه الاستدعاء الداخلى عن طريق التوازن الداخلى وكذلك الغيبوبة فإذا تم تعطيل الجهاز المنشط الشبكى فالإنسان يدخل في غيبوبة أو تخدير فيدخل الإنسان في نوم عميق.
ويتم تخدير جميع فعاليات الجسم حتى حرارة الجسم تقل أدنى درجة فماذا ينتج عن هذا التعطيل
المحافظة على الأجهزة حية تعمل فر الحد الأدنى عن استهلاك الطاقة فتوقفت عقارب الساعة بالنسبة لهم داخل الكهف وبقيت – تعمل خارج الكهف أذن لا إحساس بالوقت.
وكذا تعطيل المحفزات الداخلية بالإضافة إلى ما سبق عدم الإحساس بالعطش – الجوع – والحاجة إلى التبول وكذا الأحلام.
وعلم العالم أن حاسة السمع – والجهاز المنشط الشبكى مرتبطان في المخ بالعصب القحفى الثامن – أذن تعطل الإحساس بالخارج. وتعطل الإحساس الداخلى.
* المحافظة على أجسامهم سليمة طبياً وصحياً * حمايتها داخليا وخارجيا عن طريق : التقليب المستمر لهم أثناء نومهم كما في قولة تعالى: " وَتَحْسَبُهُمْ أيقاظاً وَهُمْ رُقودٌ وَنُقلّبُهُمْ ذاتَ اليْمَين وذاتَ الشّمَالِ
لئلا تآكل الأرض أجسادهم بحدوث تقرحات الفراش في جلودهم والجلطات في الأوعية الدموية والرئتين وهذا ما يوصي به الطب ألتأهيلي حديثا في معالجة المرضى فاقدي الوعي أو الذين لا يستطيعون الحركة بسبب الشلل وغيرة
* تعرض أجسادهم وفناء الكهف لضياء الشمس بصورة متوازنة ومعتدلة في أول النهار وآخرة : وذلك للمحافظة عليها منعاً من حصول الرطوبة والتعفن داخل الكهف في حالة كونه معتما وذلك في قولة تعالى " وَتَرَى الشَّمس إذا طَلَعتْ تَزاورُ عن كهْفِهمَ ذاتَ الْيَمين وإذاغرَبتْ تَفْرضُهُمْ ذاتَ الشِّمال والشمس ضرورية كما هو معلوم طبيا للتطهير أولا ولتقوية عظام الإنسان وأنسجته بتكوين فيتامين د vitamin d عن طريق الجلد ثانيا وغيرها من الفوائد.
*وجود فتحة في سقف الكهف تصل فناءه بالخارج: تساعد على تعريض الكهف إلى جو مثالي من التهوية ولإضاءة عن طريق تلك الفتحة ووجود الفجوة (وهي المتسع في المكان) في الكهف في قولة تعالى " وَهُمْ في فَجْوَةٍ مِنْهُ ذلِكَ مِنْ آياتِ اللهِ مَنْ يَهْدِ اللهُ فهُوَ الْمُهتْدى وَمَنْ يُضْلِلْ فلَنْ تَجِدْ لَهُ ولياَ مُرْشداً
* الحماية الخارجية : بإلقاء الرهبة منهم وجعلهم في حالة غريبة جدا غير مألوفة لا هم بالموتى ولا بالإحياء إذ يرهم الناظر كالأيقاظ يتقلبون ولا يستيقظون بحيث إن من يطلع عليهم يهرب هلعا من مشهدهم وكان لوجود الكلب في باب فناء الكهف دور في حمايتهم لقولة تعالى " وَكلْبُهُمْ باسِط ذِراعِيْهِ بالْوَصيدِ لَوْ اطَّلعْتَ عَلْيَهمْ لَوَلَيتَ مِنْهُمْ فِراراً وَلمُلِئْتَ مِنْهُمً رُعْباَ
والله اعلم