وهذا مخطوط لجزء من رسالة من رسائل الشيخ المكيّ بن عزوز القاسمي – رحمه الله – أرسلها لي واحد من الإخوة مشكورا ، ويبدو أنها رسالة موجّهة لواحد من العائلة ذكر فيها الشيخ سيّدي محمّد بن عبد الرّحمن الدّيسي متفكّها بمدحه لبنات البادية وتفضيلهنّ بالأدلّة البادية ، وهي رسالة تنمّ عن روح الدّعابة والطرفة وخفّة الظلّ التي كان يُعرف بها ساداتنا من المشايخ والعلماء ، على عكس ما كان يُشاع أو ما قد يتصوّره البعض من صرامتهم والتزامهم وتشدّدهم في العلم والفقه ، وفي عبارات الرسالة وألفاظها نَفَسُ شاعر عاشق توّاق ، والحقّ أنّ من يقرأ للشيخ الديسي قصائد غزله الكثيرة يهتزّ طربا وإعجابا  -رحم الله الجميع -    ... 
 
نصّ المخطــوط :
 
وأمّا الشّيخ بن عبد الرّحمن فعليه أزكى السّلام وأذكاه ، على قدر ما مدح به بنات البادية ، وتعصّباته البادية ، فيا ليته قدم إلى محروسة الخضرا ( لعلّه يشير إلى تونس العاصمة أو مدينة من المدن ؟ ) ويرى ما لبنات الحضر من البشاشة والبُشرى ، وانتعش بلطافتهنّ السّحر الحلالْ ، واستنشق عبير نَفَسِهِنّ المدهش الأبطالْ ، وأمّا اللّقاء الذي هو أعذب من التسنيمْ ، فشفاء كلّ عليل وسقيمْ ، فمُذهِل النُّساكْ ومُوقِعِهِم في هوى الإرتباكْ ، فنسأل الله أن يلهم الجميع رشدهُ ، ويبلّغ كلاّ من خير الدارين قصدهُ ، آمين ، ولولا الإطالة في الكلامْ ، لأشبعته بالملامْ ، ولكن عند المقابلة إن شاء الله ننظر المسألة بالتدقيقْ ، ويُسَامُ المحجوج الرّجوع إلى الصّواب وأقْوَم الطريقْ ، مع ما يترتّب من المجازاة ، أحسن الله عاقبة الجميع آمين والسلام عليه وعلى أنجاله الكرام ، متّع الله الجميع بالجميع على الدّوام آمين والسّلام.