أعلم مسبّقا أنّ بعض ما سيرد في كلامي قد لا يعجب الكثيرين ، لكن رغم ذلك فإنّني أريد بشكل جديّ أن أناقش معكم فكرتكم حول موضوع هامّ تظهر بعض ملامحه بشكل قويّ ولافت ، وخاصّة في المناسبات الكرويّة التي تتعلّق أساسا بالمنتخب الوطني ، ألا وهو شعور وفكرة
(الوطنيّة) ، وحبّ البلد والراية الوطنيّة ، وأتساءل بكلّ جدّية ودون قصد لإفساد الفرحة بعرسنا الكرويّ الذي أبهجنا وأسعدنا جميعا : هل يقتصر مفهوم الوطنيّة - الذي أرى شخصيّا أنّه مفهوم واسع جدّا وأنّه يكون قريبا إلى الإلتزام والمسؤوليّة الحقيقية منه إلى ذلك الشعور الحميميّ المناسباتي الجارف - أقول : هل يقتصر فقط على مجرّد الفرح والإحتفال بتأهل فريقنا الوطني إلى نهائيات كأس العالم ؟، هل الوطنية هي فقط رفع الأعلام على البيوت والسيّارات والتحاف الرايات الوطنية أو طلاء الوجوه والرؤوس بألوان العلم الوطني الطاهر ؟؟ ، هل هذا فقط هو كل ما يستحقّه الوطن الغالي وكلّ ما يحتاجه من أبنائه وخاصّة الشباب منهم ؟؟؟ ... تساءلتُ وأنا أشارك أبناء بلدتي الفرحة العارمة بالفوز ،و أتمتّع بمشاهدة التظاهرات الرائعة : لو أنّ أحدنا تقدّم إلى بعض المحتفلين طالبا منهم أن ينظّفوا شارعا من شوارع الوطن أو حيّا من أحيائه أو مدرسة من مدارسه أو مصحّة من مصحّاته ، أو ناشدهم تنظيم حملة لغرس الأشجار على تراب الوطن ، أو ترجّاهم أن يبذلوا قصارى مجهودهم في رفع راية الوطن خفّاقة في المحافل الدولية بالتفوّق الخلقي والعلمي والإبداعي ، أو نبّههم إلى خطر تراجع القيم العالية في وطنهم وهي قيم أجدادهم الذين حافظوا وضحّوا من أجله بدمائهم وأنفسهم وأموالهم وسعادتهم وبيّن لهم أنّهم مسؤولون على الحفاظ على موروث أجدادهم وآبائهم ... فماذا ستكون النتيجة يا ترى ، وكيف سيكون الردّ ؟؟؟؟ هل سيكون قويّا بقدر قوّة العصبية الكرويّة التي رأيناها ونراها هذه الأيّام ؟؟.
لا أحد يستطيع أن يهمل دور الدولة والسلطة في الموضوع أيضا ، فلو أنّ العارفين في تلك الدوائر عرفوا كيف يصرّفون هذه الطاقات المتفجّرة في الإتّجاه الصحيح ، لكانت النتيجة مبهرة !!.
بالنسبة إليكم : ما هي رؤريتكم لفكرة ( الوطنية ) ، وما هي سماتها ، وما هي المسؤوليات المترتبة عنها في رأيكم ؟
|
|