*** مهداة إلى الذي هذّب ذوقي الفنّي والأدبّي ، والذي لم يبخل عليّ يوما بالكتاب وبالنّصيحة والتوجيه ، وأعتبره حقّا (الأب الفنيّ) ، الأستاذ الفنّان : محمّد بن عبد الرّحمن بن صالح – الشّيخ - *** أنا أيّها الغارق في لجّة البحر العميق كَمِثلِكْ
أنا أنتَ لا فرقٌ
أنا أنتَ في حزنكْ
وفينا ، في كوامننا أساطير البحارْ
وعلى الرّمل .. في الشّاطئْ ..
عشنا .. نعيشُ معًا
قميصانا وقلبانا مليئان بصرْخات الجُنونْ
جنونٌ لا حدود له ..
لا حواجزَ ، لا نهاية ، لا جدارْ
جنونٌ مرّةً : دنيا
وفي أخرى : خيالٌ لامرأهْ
وهْوَ دومًا : " هل سنُشفَى من جنونْ ؟؟ "
**************** أنا أنتَ لا فرقٌ
أنا أنتَ في صمتِكْ
لنا في ظلّنا بئرٌ عميقهْ
وفي هذه البئر .. بقايا مِن صُوَرْ
ولنا في فكرنا ذكرى الحصارْ
أنا أنت .. لا فرقٌ
كلانا قصيدٌ حائرٌ .. أو ضائعٌ
أنا أنتَ ..
قصيدتان رَثتْهُمَا الأشعارْ
ماذا نُخبّئُ بين الحروف ؟
ماذا نخبّئ .. غَيرَ مَا ألمٍ ، وفيضٍ من شُجونْ ؟
ماذا نخبّئ بين السّطور؟
ماذا نخبّئ إلاّ المَرارْ ؟
**************** أنا أنتَ في خوفكْ
... وفي قلقكْ
تزورنا حينًا هواجسُنا
فتروح تخلِطُ ليلنا بنهارنا
ونروح يصفعُنا الدّوَارْ
أنا أنتَ ..
تُعْيينا خواطِرُنا
إذا فارتْ بباطننا
وتشوينا على نارْ
ونضيعُ في بحر الهموم .. نضيعْ
نضيعُ معًا ولا ندري : خطوة البدء
نضيعُ معًا ولا ندري : ما البدايةُ ؟
ما النّهايةُ .. ما الحكايةُ ؟
ما القرارُ .. وما الخيارْ؟
***************** أنا أيّها الغارق في لجّة الحبّ الفقيد كمثلِكْ
أنا أنتَ لا فرقٌ
أنا أنتَ في عشقكْ
كلانا أسير لواعجٍ محمومةٍ
محصورةٍ بدَمٍ مليئٍ بامرأهْ
.. وبكذبةٍ ملعونةٍ تُدعَى " انتصارْ "
كلانا باحثٌ في أُفْقِهِ ..
عن " أنثى "
تُعلّمُهُ الخلاص من " أنثى "
.. وتمنحُهُ الفرارْ
أنا أنتَ ..
يا فارس الحبّ القديمْ
كلانا لا يعيشُ هنا ..
لا يحبُّ هنا ..
كلانا جاهليٌّ ، جاهلُ .. جبّارْ :
إذْ نُقدِّسُ من عَذَارَانَا العذابْ ..
ونعيشُ يحرقُنا انتظارْ
أنا أنتَ ..
رضعنا الحُزنَ ..
أثقَلنا الحياةَ..
لا أنثى نؤرّقُها ، لا أنثى نُطَهّرُها
.. لا أنثى نورّطُها
.. وننجيها من الإعصارْ
لا امرأةٌ تُفجّرنا ، ترتّلُنا ..
تغنّينا على الأوتارْ
لا أنثى تباركُ حزننا الفوّارْ
.. لا أنثى ..رفيقي
هكذا دومًا .. سنبقى هائِمَيْنِ وضائِعَينِ
ككوكبينِ بلا مدارْ
****************** أنا أنتَ .. لا فرقٌ
أنا أنتَ في حمقِكْ
.. وفي غضبكْ
ثائران بلا مدى
.. وكما النّدى
نولدُ بين الورود .. كإنفجارْ
هكذا نحنُ ..
يكبُر الرّفض فينا حتّى الإخضرارْ
وبقحط دنيانا نُعابُ .. فلا نُعابْ
ونحنُ مَن نحنُ ؟ .. نحنُ مَن نحنُ ؟
.. سوى شظايا الإنفجارْ
نحنُ الذي فينا ، في جوانبنا
يخضرُّ عُرفٌ مِنَ النّارْ
نحنُ مَن نحنُ ؟..
نحنُ الرّافضان لعالَم الإقفارْ
****************** أنا أنتَ ..
هل فعلاً أنا أنتَ ؟؟
أشُكُّ أنّي منكَ ، أنّي فيكَ
أنّنا لُغزٌ عتيدٌ لا يُطَالْ ..
أشكُّ أنّي فيكَ ، في معانيكَ
.. أنّنا دنيا من الأسرارْ
هل أنتَ مثلي تركبُ الأخطارْ ؟
لستُ أدري .. لستُ أدري
هل بَِِماضِيَّ منكَ جُزءٌ ..
أو بِعُمرِيَّ أنتَ قارّْ؟!
.............
أحلُمُ ..
أحلُمُ أن أكونَ القيدْ..
قيدكَ القاسي ،إذا انفَلَتَّ فلا فرارْ
أحلُمُ أن تكونَ أنا ..
في لحظةٍ كُلُّكْ
وأن نُذابَ كشمعتين
كدمعتين لعاشقين
وأن نُصَاغَ بالانصهارْ
هكذا نحنُ .. عُذرًا
يلوبُ فينا الشكّ .. ويسري كما التيّارْ
هل فعلا أنا أنت ؟
لستُ أدري ..
لستُ أدري ما القرارْ
لستُ أدري ..
ربّما نحنُ الخيارْ
ربّما نحنُ الخيارْ
إبراهيم بن جلّول الطّاهري ، الدّيس شهر أبريل 2013م