وفاة الخصوصية على الانترنت هذه هي أكثر الأوقات سوءا بالنسبة إلى الخصوصية على الانترنت، فالحكومة الأمريكية تتجسس على أـنشطة مواطنيها خلف الحواسيب و"أف بي آي" باتت قادرة على غلق موقع "سيلك رود" لتجارة السوق السوداء وحتى شبكة "تور" التي تعد بمثابة "إنترنت داخل الانترنت" -حيث أنها أكثر وسيلة تحافظ على السرية والخصوصية-باتت تحت أعين وكالة الأمن القومي الأمريكية.
ولم تعد كلمات السرّ القوية جدا ولا البريد الإلكتروني المشفر تكفي لحماية خصوصية المستخدمين. بل إنّ الكشف مؤخرا عن أساليب الحكومة الأمريكية في المراقبة زادت من إلقاء ظلال الشك على فعالية أساليب التشفير وغيرها من الإجراءات الهادفة إلى حماية الخصوصية.
والدليل على هذا هو موقع "سيلك رود" (طريق الحرير) فهذا الموقع يعدّ خدمة مخفية داخل "تور" الذي يعدّ بدوره وسيلة تساعد المستخدمين على الإبقاء على هوياتهم سرية. ويعتقد مستخدمو الموقع وكثير منهم يتاجرون في الأسلحة والمخدرات والمواد الممنوعة أنهم بمنأى عن أساليب التعقب الإلكتروني. لكن الوكالات الحكومية نجحت في الآونة الأخيرة في تعقب الخادم الرئيس للموقع وباتت "أف بي آي" تراقب أكثر من 1.2 مليون اتصال شخصي وسري داخل هذا الموقع.
ودفع كل ذلك الكثير من الخبراء إلى إعلان وفاة الخصوصية على الانترنت فقد قال مؤسس موقع "لافا بيت" للبريد الإلكتروني والذي أغلق على خلفية الجدل الذي نشب بشأن برنامج "بريسم" إنه "وللأسف فإن السرية على الانترنت باتت في حكم الماضي. واليوم يبدو الحفاظ على الخصوصية والسرية في الشبكة يستدعي جهودا ومواهب إضافية."
ويقول الخبراء إنّ الإبقاء على السرية والخصوصية على الانترنت أمر حيوي جدا لاسيما فيما يتعلق بضحايا الجرائم وكذلك دراسات البحث العلمي.
والمعركة الآن تبدو غير متكافئة بين محللي برامج مستقلين يوفرون برامج مجانية ووكالات الأمن القومي الأمريكية التي تنشط بموازنة سرية لا تقل عن 52.6 مليار دولار.
وفي الوقت الذي يرجح فيه خبراء ظهور برامج تشفير تستعصي على الفكّ، يؤكد كثيرون أيضا أنّه يتعين انتظار سنوات طويلة قبل حصول ذلك. وفي الأثناء ينصحون بحكمة البقاء ضمن شبكة "تور" مثلا حيث "أنه يتعين على الوكالات أن تتعقب المستخدمين الواحد تلو الآخر" وهو ما يعني على الأقلّ أن الأمر ينطوي على صعوبة نسبية بدلا من أن يؤجد أي مستخدم نفسه واضعا فريسة لها بين عشية وضحاها.
منقول عن
موقع CNN بالعربية
|
|