وللشّاعر المصلح ، تلميذ الشيخ ابن اباديس ، عمّ والدي وابن قريتي " الطواهرية" -دائرة أولاد سيدي إبراهيم - ولاية المسيلة هذه القصيدة الرّقيقة التي يحنّ فيها إلى مسقط الرّأس :
مـــن بواعـــــث الذكـــرى والحنيــــنفي عطلة الربيع من شهر مارس 1972م زرتُ الأسرة الطّاهرية (
الطّواهرية - قرب عين خرمام) حيث مسقط الرّأس ودار النّشأة الأولى ، فأثرت تلك الزيارة مشاعري بالأبيات التالية :
ذكــــراكِ يا دار تُزجِيـــني لِمَـــــــــــرْآكِ
ورَبْعُـــكِ الزّاهـــي يُغرينــي بمَغْنَــــاكِ
كم مرّ لي فيكِ من صُبحٍ ومن غسقٍ
ومــــــن كــرامٍ عرفناهـــــم بمــــــأواكِ
مضى لي فيــــك شبـــابٌ كلّـــهُ عِبَــرٌ
وما نسيتُ عهـــــودًا ، كيف أنســـاكِ ؟
ليس المشيبُ وغَضُّ العيش يصرفني
عن الوفــــاء فقلبـــي دومًــا يهــــــواكِ
تَمَثّلَتْ لي شخـــوصٌ كنـــــتُ أوثِرُهُم
أثاروا فـي الذّهـــن تاريــخًا حَــــــوَالاَكِ
وكلّما طــــــاف في ذهنـــي أماثِلُــــهَا
يجهشُنِي في ذهولٍ دمعِيَ الباكِـــي
عبءُ الليالي فلا يألــو على كبـــــدِي
هل زَوْرَةُ " الرّمل " تشفيني بلُقيـاكِ ؟
على نسيم ( الثنيّا) يجتلي سَقَمِي
فأنتشـــي بارئًــــا يومًـــــا برَيَّــــــــــاكِ
شرح بعض المفردات :- تزجيني : تسوقني وتدفعني
- الرّبع : ما حول الدّار
- مغناك : منزلك
- الصبح والغسق : كناية عن السرور والحزن
- الغضّ : الطريّ النّاعم
- الشخوص : صور الأحبّة الذين مضوا
- أماثلها : أفاضلها
- لا يألو: لا يقصّر
- الثنيّا : مكانٌ معروف يشرف على محلّة آل الطّاهري ( الطواهرية حاليا) بجبل " الطارف " – وهي المسّاة حاليا : (ثنية النّعامة).
- يجتلي : يذهب
- ريّاك : رائحتك.