قبل قليل كان إمام الجمعة يخطب مبيّنا تقديم التربية على التعليم ، والنتائج الوخيمة التي ترتّبت على الإهتمام بالعلم دون التربية على المستوى الوطني والدّولي من انهيار منظومة القيم والتسلّط واستعباد الشعوب ونهب خيراتها ومقدّراتها ... وقد تذكّرت ههنا قصّة رواها لي أستاذي القدير
عبد القادر بن عروس - متّعه الله بالصحّة والعافية - عن شيخ من مشايخ الأزهر يُدعى الشيخ (
أحمد حامد ) ، وهو واحد من المصريين الذين قدّموا الدّروس لطلبة المنطقة في المعهد الإسلامي ببوسعادة بعد الإستقلال ، ثمّ انتقل إلى العاصمة ليدرّس هناك ، ويروي لي الأستاذ عبد القادر ، أنّ الشيخ أحمد كان بصدد تفسير الآية الكريمة : " يا أيّها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتًا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلّموا على أهلها ذلكم خيرٌ لكم لعلّكم تذّكّرون" ، وفجأة دخل برتوكول وزير الأوقاف آنذاك مع كوكبة من المسؤولين من باب قاعة الدّرس بلا استئذان !! ، هنالك ردّ الشيخ أحمد على الدّاخلين على مسمعٍ من الطّلبة : " أنا مستقيلٌ من الآن ، كيف يتسنّى لطلبتي أن يتعلّموا آداب الإستئذان ويطبّقوها وقادتهم ومسؤولوهم هم أوّل النّاكثين لها ؟! " ، وقدّم الشيخ الجليل استقالته فعلا في عام 1963م ، وأخبرني الأستاذ عبد القادر أنّ شيخنا اشتغل ببيع الكتب في مكتبة استقلّها لنفسه في (برج البحري) إلى غاية عودته إلى بلده مصر.
السّؤال : هل يحرص المعلّمون والمسؤولون اليوم على الإهتمام بالتربية وتفعيلها في حياة المتعلّمين على قدر اهتمامهم بالعلم والمعرفة ، فضلا على التقديم المطلوب.
غريبـــة :
=====لمّا أردت أن أكتب هذه الخاطرة ، اعترضتني الآية القرآنية الكريمة المذكورة فأردتُ على عادتي أن أتأكّد من النّص المقدّس ، والغريب أنّني تناولت المصحف ففتحته من أوّل مرّة على النصّ المطلوب !! ... لعلّه التوفيق أو القبول إن شاء الله - أسأل الله تعالى الإخلاص في القول والعمل.
|
|