لنقل وداعاً للكابلات والأسلاك المتشابكة التي تعج بها غرفنا ومكاتبنا . . هل يأتي هذا اليوم؟
حلم العالم كثيراً بصورة جميلة لحياة خالية من أسلاك يمكن فيها تشغيل جميع الأجهزة الالكترونية "من دون أسلاك" .
فجرت شركة إنتل مفاجأة أثناء منتدى إنتل للمطورين المنعقد في سان فرانسسكو حينما أعلنت عن تحقيق تقدم كبير في تحسين التقنية التي تقوم الشركة بتطويرها لتشغيل الأجهزة الاستهلاكية وأجهزة الكمبيوتر "لاسلكياً" .
يقول جاستن راتنر، المسؤول عن التكنولوجيا في شركة إنتل "إن فكرة اختفاء مصادر الطاقة فكرة قوية . . أليس رائعاً إن لم نفكر في المكان الذي تأتي منه الكهرباء التي توجد في كل مكان دون أسلاك أو بطاريات؟" .
وقد تصور راتنر سيناريو معيناً يأمل في تحقيقه، يتمثل في إعادة شحن بطارية أجهزة الكمبيوتر المحمول عندما يقترب الجهاز من جهاز إرسال كاشف للموجات الهرتزية، والذي يمكن تثبيته في الطاولات، أو أسطح المكاتب، أو الأطر التي تحيط بالصور، أو حتى خلف الجدران .
وتعتمد تقنية إنتل على فكرة "الحث المغناطيسي"، وهو مبدأ يشبه الطريقة التي يقوم فيها المغني المدرب بتهشيم الكوب بصوته، حيث يمتص الزجاج الطاقة الصوتية بترددها الطبيعي .
وفي المقبس الكهربائي المثبت في الجدار، توضع الكهرباء في مجالات مغناطيسية تنبعث من هوائي، ويضبط الجهاز كاشف الموجات لامتصاص الطاقة من المجال المغناطيسي، في حين لا تتأثر الأشياء القريبة من المجال .
ففي منتدى إنتل للمطورين، قام الباحث ألانسون سامبل بعرض طريقة إضاءة مصباح 60 وات من مصدر للطاقة يبعد عن المصباح مسافة ثلاث أقدام . وقد نجح سامبل في هذه الخطوة نجاحاً كبيراً، على الرغم من فقدان المصباح لربع الطاقة التي بدأ العمل بها عندما أضيء في بداية التجربة .
وكان فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا قد قام في تجارب سابقة بإضاءة المصباح الكهربائي من مسافة تبعد 7 أقدام باستخدام ملفات شحن أكبر، محققين بذلك نسبة كفاءة تتراوح ما بين 40% إلى 50% . ومع تقريب المصباح إلى مسافة 3 أقدام، استطاع الفريق الوصول إلى نسبة كفاءة وصلت إلى 90% .
وأطلقت شركة إنتل على هذه التقنية الجديدة اسم WERL وهي اختصار لعبارة "الوصلة الرنانة للطاقة اللاسلكية"، بينما يطلق عليها فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا اسم WiTricity، وهي كلمة مركبة من كلمتين: "wireless" بمعنى لاسلكية وelectricity بمعنى كهرباء .
وقد بني عرض إنتل على الإنجاز الذي قام به مارين مارين سولجاسيك، استاذ الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا . وبعد علمه بالمجهودات التي تقوم بها الشركة، عبر سولجاسيك، الذي لا يعمل مع شركة إنتل، عن سعادته بأن أكبر شركة رقائق كمبيوتر في العالم تسعى وراء هذه التكنولوجيا؛ حيث صرح قائلاً "يبدو الأمر بالنسبة لي وكأنه تأكيد على أن هذه التقنية مثيرة . إنها من الأشياء التي يحب الناس الوصول إليها" .
ويقول الباحث التابع لشركة إنتل، ألانسون سامبل "الخطوة التالية التي نفكر فيها هي إعادة شحن الأجهزة، مثل أجهزة الكمبيوتر المحمول والهواتف المتحركة، لاسلكياً، حتى نتمكن من تقليل حجم الملفات لتلائم حجم أجهزة الكمبيوتر المحمول . . كما يمكن طمر الملفات في أي شاشة أو إطار صورة أو مكتب . إنها حقاً تقنية رائعة للأجهزة المحمولة التي يمكن للمستخدم إعادة شحنها بالدخول لإحدى هذه المناطق" .
وعلق روب إنديرل، رئيس مجموعة إنديرل جروب، على هذه التقنية بقوله "إنه حدث سيغير العالم" .