زرت مدينة جميلة الأثرية برفقة الأولاد في الأيّام الماضية ، ولم أكن قبل زيارتي أعرف الكثير عن هذا المعلم الأثري والسياحي المهمّ ، والحقيقة أنني تفاجأت كثيرا لروعة المدينة الأثرية وأدهشني الطابع المعماري الروماني القديم ، وكنتُ وأنا اتجوّل في طرقات المدينة برفقة المرشد السياحيّ الذي كان يشرح لنا تاريخ البنايات والمعابد والنصب وماهيّتها ، أستحضر معنى الآية الكريمة : " قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ " ، كنتُ أرى الشوارع المنظّمة والمجاري الضخمة ، والبنايات الشاهقة المشيّدة بالأحجار العملاقة والمنقوشة ، وكنتُ أرى الحمامات المصمّمة بعبقرية وإتقان ، والمسرح المدهش الذي يسع أكثر من 3000 متفرّج ونظام إرجاع صدى الصّوت ممّا يمكّن كلّ المتفرّجين من سماع القطعة المسرحيّة ، والسّوق المنظّم والمزوّد بالميزان الحجري الذي لا يزال سليما ، وكذا تلك النافورة الفريدة من نوعها والتي لاتزال تفاصيل بنائها وفكرة ضخّ مياهها حاضرة وواضحة ، والسجن الذي لا يزال قائما وشاهدا على عقوبة المخالفين للقانون ، ومع كلّ ذلك تحف الفسيفساء التي تملأ قاعات المتحف والتي تعتبر من أجمل اللوحات في العالم والتي تحظى بزيارة الأجانب وخاصّة الإيطاليين منهم مما يشي إلى طبيعة المدينة الإستجمامية والجمالية في ذلك الوقت ...كلّ هذا يدفعك لاحترام ذلك التراث التاريخي المهمّ وتقديره برغم أنّ منشئ هذه المدينة كان محتلاّ ومستعمرا ، ومما يؤسف أنّ الجهات الحكومية المعنية - حسب موظّفي المتحف والمرشدين السياحيين - لم تقدّم الجهد المطلوب لحماية هذه المدينة التي أُسست ما بين 96م و 97م من التخريب ، ولاكتشاف الجزء المتبقي منها ، وحسب المصدر السابق فإنّ ما نشاهده اليوم في غالبيته جهد فرنسي خالص تمّ في فترة الإستعمار .. وقد رأيتُ بنفسي المرشد المرافق لنا وهو يسرع نحو أحد الشباب الذي كان بصدد كتابة اسمه على جدار من جدران أحد المعابد وهو يعنّفه مبيّنا له قيمة هذه الآثار وصعوبة ترميمها ، ثمّ قال لي : " أنت ترى شساعة مساحة المدينة (42 هكتار تقريبا) وتعقيد بنائها وكثرة الزوّار ، ولكن ترى أنّ عدد الحرّاس لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة ، متى تلتفت السلطات لحماية وترقية هذا الكنز السياحي والتاريخي بجديّة ؟؟ ".
لقد أُعجبت كثيرا بآثار مدينة جميلة وعزمتُ على زيارتها ثانية - إن كان في العمر بقيّة - وأنا أدعوكم وأدعو كلّ من لم يسعفه الحظّ إلى زيارة هذا المعلم الأثري الرّائع ... فقط اصطحبوا القبّعات الواقية من الشّمس وكثيرا من الماء الشروب وآلة تصوير جيّدة ...
قرب حمامات المدينة
الحي المسيحي ، وفي الخلف تظهر كنيسة التعميد ( بعد اعتناق الرومانيين للدين المسيحي )
قرب المتحف
الطريق المؤدي إلى الكنيسة
باب الكنيسة
الحي المسيحي
قرب الحيّ الوثني القديم وفي الخلفية المعبد السيفيري temple sévèrien
temple sévèrien
dans le temple sévèrien
devant le temple sévèrien
temple sévèrien
مع المرشد السياحي المحترم أمام المسرح الروماني le théatre
Le théatre
Le théatre
المسرح الروماني ( يسع أكثر من 3000 متفرّج وله 08 مداخل خاصّة بالعامّة ومدخل خاص بالممثلين ومدخل خاص بالحاكم والأعيان ) ... مزوّد بنظام عجيب لرجع الصّدى ..
أمام منصّة الممثلين في المسرح الروماني ..
حي الفقراء quartier des pauvres
أمام المعبد السيفيري ( المبني حوالي سنة 229م) le temple sévèrien fut érigé en 229 ap J-C
معبد إلهة الجمال فينوس Temple de Vénus Génétrix
L'autel المذبح ( أين تقدّم القرابين للآلهة ) ...
تمثال الإله الأعظم جوبيتر le statue Jupiter
في السوق ( وتظهر طاولة وحيّز البائع ) Le marché
ميزان الحبوب وقياس طول القماش ( وتظهر الأكيال الثلاثة المختلفة للحبوب وعلى اليسار مستطيل محفور في الصخر يمثّل قياس طول القماش ) Balance des grains et tissus
السوق Le marché
داخل السجن الروماني ( السقف مبلّط بحجارة البحر لمنع تسرّب المياه السطحيّة ) Le prison
قوس كاراكلاّ ( شيّد عام 216م على شرف القائد الكبير والإمبراطور كاراكلاّ ) L'arc de CARACALLA
مجاري مياه الأمطار ( يستطيع الإنسان السير داخلها بسهولة ولا تزال قائمة وهي تصبّ في نهرين مختلفين ولا تزال تعمل لحدّ الآن ) Evacuation des eaux
النافورة ( الوحيدة في العالم من الطراز الروماني وهي سليمة بنسبة كبيرة جدّا يقصدها الزوّار من الأثريين الأجانب وخاصّة الإيطاليين ) La Fontaine conique
La Fontaine conique
الحمامات Vestiges des grands thermes