أولاً: لمحة وجزة فيما ورد من فضائل
يوم الجمعة، وفضل بعض الأعمال فيه
هذا اليوم هبة ربانية، ومنحة إلهية لأمة النبي الكريم الخاتم ، فضلها به على سائر الأمم، كما ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، عن النبي أنه قال: «نحن الآخرون، ونحن السابقون يوم القيامة، بيد أن كل أمة أوتيت الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم، ثم هذا اليوم الذي كتبه الله علينا، هدانا الله له، فالناس لنا فيه تبع، اليهود غداً، والنصارى بعد غدٍ»
بل قد ورد التصريح بأن الله أضل الأمم السابقة عن هذا اليوم، كرامة لهذه الأمة، وتفضيلا لها عليهم، فعن أبي هريرة وحذيفة قالا: قال رسول الله : «أضل الله عن الجمعة من كان قبلنا، فكان لليهود يوم السبت، وكان للنصارى يوم الأحد، فجاء الله بنا، فهدانا الله ليوم الجمعة، فجعل الجمعة والسبت والأحد، وكذلك هم تبع لنا يوم القيامة، نحن الآخرون من أهل الدنيا، والأولون يوم القيامة، المقضي لهم قبل الخلائق»
وذكر النبي شيئا من فضائل هذا اليوم المبارك فيما رواه أبو هريرة ، أنه قال: «خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة»
وخص الله تعالى هذا اليوم بساعة عظيمة، ووعد سبحانه الداعي فيها بإجابة سؤله، وتحقيق أمره، كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة ، أن النبي ذكر يوم الجمعة فقال: «فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم وهو يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياه»، وأشار بيده يقللها
ولهذا كله، ثبت تخصيص هذا اليوم بعبادات وقرب يتميز بها عن غيره من الأيام، ومن ذلك:
الخاصة الأولى: استحباب قراءة سورتي السجدة والإنسان في صلاة الفجر.
الخاصة الثانية: استحباب كثرة الصلاة على النبي فيه، وفي ليلته، لقوله : «أكثروا من الصلاة عليّ يوم الجمعة، وليلة الجمعة»([1]) أخرجه: البخاري (2/354) ح (876) ومسلم (2/585) ح (855).
أخرجه: مسلم (2/586) ح (856).
أخرجه: مسلم (2/585) ح (854).
أخرجه: البخاري (2/415) ح (935)، مسلم (2/583، 584) ح (852).
أخرجه: البيهقي (3/249) من حديث أني t، وهو حسن بشواهده.
ينظر: زاد المعاد (1/375-377) وقد تم النقل منه بتصرف.
ينظر في ذكر هذه الخصائص بتوسع: كتاب فضائل الجمعة وأحكامها وخصائصها، لمحمد ظاهر أسد الله، وكتاب أحاديث الجمعة دراسة نقدية وفقهية، لعبد القدوس بن محمد نذير.
|
|