الأصل أن الخلق يتعارك مع أصحاب الحق في الحكومة من أجل تحسين الوجبة والرقدة والقعدة. وهذه المعادلة القائمة على مبدأ جوع كلبك يتبعك طمعا ورجاء والتي سادت خاصة منذ أن بزغ فجر الربيع العربي كما يسمى الذي جعله عسكر هو الأسد (والصيد) وسيسي (وسوسو) لفي خسر مرشحة للتعديل التقني. على شاكلة تعديل حكومة المرضى والمتقاعدين والمعطوبين التي تحكمنا. فالمعركة (والهوشة) مرشحة لكي تكون هذه المرة ما بين أولاد الشعب أنفسهم ولا أقول أولاد الكلبة (والكلب) كما كتب أحدهم أنا مواطن لست ابن كلب.. أي غاشي ياكل القوت وينتظر الموت! .من الورق إلى "الطرق"!!منذ أيام أصدر المجتمع المدني ممثلا في جمعيات، في إحدى الولايات بيانا أعلنت فيه أنها بصدد تحضير "مليونية" ضد الفساد والبيروقراطية وركود عجلة التنمية. وما هي فترة وجيزة، حتى أمضى مواطنون من نفس الولاية بيانا مضادا يشجبون فيه تهديدات المجتمع المدني، بدعوى أن تلك الجمعيات موجودة فقط على الورق.. والسؤال المطروح مع أمثال هؤلاء المواطنين الصالحين لو كانو صادقين مع أنفسهم وغيرهم ما الذي يمنع من الانتقال من الورق إلى الطرق؟ لابد أن ثمة في صفوف المواطنين غير المندسين من لديه استعداد لمواجهة محاربي الفساد أيضا. وهو أمر لو وصل مسامع أصحاب حقوق (عقوق) الإنسان والحيوان أمثال قسنطيني وغشير وعبد النور وحتى فرجيس الكولاق - وهو الآن من أصحاب القبور لنفش ما تبقى من شعرات في رأسه! ولو سمع بلقاسم حجاج، رئيس جمعية مكافحة الفساد المعترف بها بالأمر لاعتزل في الفج الخالي إن سمح له الوهابيون الذين يكرهون الإخوان المسلمين ويبدون قدرا من الاحترام للإخوان، المسيحين ممن يمقتون أحفاد رابعة العدوية الصوفية المتصوفة أي التي تلبس صوف الخروف في عز الصيف!
وقبل أيام أيضا وفي إطار تحول الصراع من الحكومة إلى داخل المجتمع المدني الذي تعسكر (ليس في معسكر) بالطبع قام بطالو الجنوب - وهي حركة مدنية بإصدار بيان تنديد شجبوا فيه بعض بزناسة الصحافة (والسخافة) التي تريد أن تخوّنهم (بتشديد الواو) وهذا بعد أن صارت تعم الخيانة (والخبابة) الكبرى والصغرى توزع كما توزع الحكومة المكافآت والعلاوات على عامليها بغير حساب وتحت كل الذرائع والأسباب حتى بلغت حجم الجبال وهي لاتبالي! وقال الشبان في البيان إن الوافد من بزناسة الصحافة التي تنتمي للمجتمع المدني وهو يمشي تحت الظل ويلهث وراء ما تيسر من إشهار حكومي عديم الجدوى اقتصاديا يود لو أنه فعل ذلك وهو في قلب جدار لا يراه وهو يجمع إنس ولا جان!
والعاقبة للبطاقة، أي بطاقة الصحفي التي يعد بها الوزير الحالي بإنجاز تاريخي لم يسقه إليه أحد ستمنح بالتأكيد أكبر مدير لم يعرف له رأي ولا موقف يذكر ولم يُكتب في حياته حرفٌ طمعا وخوفا!!
."الغاشي" يغشىثمة فرق ما بين مصطلح المواطن والغاشي الذي يغشى وهو مصطلح عرف عند اللسان الشعبي في كناية لكم هائل من الناس إن كانوا ركابا لا يتفقون على غلق باب حافلة أو شباك، وإن كانوا أمام طابور الانتظار، خرج بعضهم عن الصف وادعوا أنهم أصحاب ألباب ضعيفة لا تقوى على الوقوف، إن اجتمعوا حول نقطة نقاش، إما أنها تنتهي "بدبزة ودماغ" وإما أن يظهر أن لكل واحد منهم رأيا وإن كان تالفا يريد أن يجد له مكان. والمهم أن الغاشي عكس المواطن - وليس المواطن الصالح كما قال ابن باديس لا يجمعه إلا هبال ولا يفرقه إلا بوليس وعندما يصبح هذا المواطن يعمل ضد المجتمع المدني كما هو ظاهر في الولاية المذكورة وكذلك في الصحافة المغمورة المقبورة، يكون واضحا بأن عدوى الأحزاب التي تصب كالميزاب (في بعض أيام الشتاء) قد انتقلت بشكل جدي فإن خرج حزب ما من أجل مطالب بالتغيير ولنأخذ الأرسيدي مثلا بعد ربيع تونس الذي خرج صاحبه السابق سعدي للشارع قيل له (من باقي الأحزاب وحتى مواطنين وغاشي) ارجع فلن نتبع ملتك ولو جئت بيدك خضرا من الجنة! وهذا شيء ما يشبه الآن ما يحدث في مصر في الخيار ما بين الكوليرا (الإخوانية) والطاعون فاختاروا الأخير بالاعتماد على عسكر سيسي وعادوا منقلبين في ساحة التحرير لتصبح ساحة "تكفرير" وسيسمون ثوار مصر القدامى واللاحقين ما لم يروا في سالف العصر، حتى مع مبارك البارك! هذا الصراع الداخلي في الحالة الجزائرية داخل المجتمع المدني نفسه سيؤدي لاحقا إلى أحد أمرين أو كليهما: الأمر الأول أن الحكومة التنفيذي سيجد نفسه في وضعية ارتياحية بعد أن وجد من يسانده باسم المواطنة حتى وهي في غي مبين وفساد كبير قلّ نظيره.
الأمر الثاني: أن الحكومة تطبخ على نار هادئة جيشا لابأس به من البلطاجية (في انتظار شيء ما على شاكلة الشنابيط، وهذا بعد أن عمّت موجه ويخلق من الشبه أربعين مع وجود شبه الطبي وشبه العسكري وشبه الإداري وشبه الخدام وحتى شبه البوليسي أيضا والذي يشبه الرابعة فجرا والذي لا يشبه شيئا!
|
|