هل وصلت رائحة الفساد في ملف فضيحة “سوناطرك 2” إلى أنف الرئيس بوتفليقة وقطعت عليه فترة “النقاهة 2” التي يقضيها بمقر إقامته بالعاصمة، وجعلته يظهر في التلفزيون للمرة الثالثة منذ مرضه؟ أم أن بوتفليقة يريد بظهوره “الباهت صحيا”، ولو أنه أظهر تحسنا ملحوظا، بأنه لا يحمي شكيب خليل رغم أنه هو من صنعه؟
المسألة الأولى التي يمكن أن يفهمها أي شخص من الظهور “الخاطف” للرئيس، وهو برفقة الوزير الأول عبد المالك سلال، معناها أن بوتفليقة لا يزال متمسكا بمنصبه وسط الدعوة لإجراء انتخابات مسبقة، وأن يبتعد عن السلطة لأنه “عاجز”. أما المسألة الثانية الأبرز فهي أن ظهور بوتفليقة جاء بعد 48 ساعة فقط من كشف فضيحة “سوناطراك 2”، وما أثير حول علاقة شكيب خليل بالرئيس، وهو من توعد بمحاربة كل الفاسدين يوم قال أيضا بأنه “طاب جناني”، ولا أحد يفهم اليوم معنى “طاب جناني” التي تحدث عنها بوتفليقة في سطيف، لأنها بكل بساطة لم تجسد ميدانيا، وتحوّلت إلى “نكتة” أكثـر منها منهجا في تسيير شؤون هذا البلد الشاب اليافع.
المسألة الثالثة التي تستنتج من ظهور بوتفليقة وحديثه عن تحضير الدخول الاجتماعي القادم، هي أنه يريد أن يبرز من خلالها، بأنه الوحيد الآمر الناهي في البلد، ولو كان مقعدا وغير قادر على إعطاء التوجيهات كتابيا أو شفهيا، بسبب ما أصابه وتأخر التأهيل الوظيفي الحركي له بعد مرور قرابة الأربعة أشهر على مرضه.
ويوجد اليوم عبد المالك سلال وطاقمه الحكومي بين مطرقة التحضير والعمل الميداني وسندان العطلة التي ستستمر لمدة أسبوعين، ليعودوا للعمل بل إلى مكاتبهم في الفاتح من سبتمبر، لأن الدخول الاجتماعي سيكون في أول أسبوع من الشهر القادم، فهل يستطيع وزارء سلال أن يهيّئوا لدخول اجتماعي هادئ، أم تعصف بهم الجبهة الاجتماعية على كل صعيد بسبب الحڤرة والتهميش وسوء التسيير والقهر والظلم الإداري والاجتماعي الذي يعيشونه يوميا؟
ووحده سلال اليوم المحتار في أمر ما ينتظره من برنامج وخطة لتهدئة الجبهة الاجتماعية والاستجابة لمطالبها، ولو تعلّق الأمر بالمقصين من امتحان البكالوريا بسبب الغش..؟ ووحدها الحكومة مجبرة على أن تثبت لبوتفليقة صحة المقولة التي يريد أن يرسّخها “أنا أظهر إذن أنا موجود”، وإلا فإن كل من يفشل سير خطة الرئيس وتوجيهاته سيصنف في خانة “أنت فاشل إذن لن تعود للحكومة إن بقيت أنا؟؟؟”.
|
|