ان من نعم الله على الانسان نعمة الابناء وهى نعمة تستوجب ان نعتنى بها غاية الاعتناء وان نحرص
على حمايتها والحفاظ عليها لذالك بعث الله رسوله محمد صلى الله عليه و سلم بكتاب مبارك فيه
التوجيهات والارشادات التى تجعل الابناء ذرية طيبة صالحة تبر الوالدين عند الكبر كما جاء فى
الوصايا القرءانية
و الاولاد نعمة من الله سبحانه وتعالى يهبها لمن يشاء ويمسكها عمن يشاء ولما كانت هذه النعمة تسر الوالدين بشرت الملائكة بهم رسل الله من البشر وزوجاتهم
قال تعالى) يا زكريا انا نبشرك بغلام اسمه يحيى"( مريم (7)
- وقالت عن امرأة ابراهيم الخليل ) وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها باسحقومن وراء اسحق يعقوب" (هود : (71)
-
- ولهذا ذم الله تعالى من تبرم من الأنثى واستثقلها لأنه تعالى هو الذى وهبها كما وهب الذكر والحياة لا تستمر الا بالذكر والأنثى معا فقال تعالى ) ألا ساء ما يحكمون ( النحل : (59)
ولاشك أن من أجل النعم وأعظمها عل الإنسان أن يرزق بالذرية
لقول الله عز وجل: (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) ولكن هذه النعم مسؤولية وأمانة في رقابنا . فكل نعمة نحن مسؤولون عنها ومسؤولية الآباء تعظم
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم «كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته..."
فالأطفال هم امتداد وجود هذه الأمة وأساس كيانها. والإسلام وضع لنا مبادئ السعادة في الدنيا وفي الآخرة ومن بينها ما يتعلق بالأسرة والطفل، فإذا أحسنا تربية الطفل وعرفنا حقه، استطعنا أن نوجد أمة قوية
اذنا فالأسرة هي المحضن الأول والطبيعي الذي يترعرع فيه الطفل وهي أعظم شركة مقارنة بالشركات المالية والتجارية وذلك لما تتطلبه من حسن تصرف وتدبير حيال العنصر البشري وليس المادي، ولعل من الحكم الإلهية أن جعل مدة طفولة الإنسان تفوق مدة طفولة كل المخلوقات وذلك حتى يأخذ الطفل حظه كاملا من الرعاية والتربية. مما يدل على أنه سيد المخلوقات
فالإنسان قبضة من طين ونفخة من روح ولهذا سجدت الملائكة له، فأصبح الإنسان سميعا بصيرا متكلما... ولم يدعه الله تعالى هائما فأنزل له الشرائع تهم جميع جوانب حياته
فنجد الإسلام خصه بحقوق فاتت القوانين الوضعية مثل اختيار الأم الصالحة. وفي التراث الإسلامي نجد قصة الرجل الذي جاء إلى عمر رضي الله عنه يشكو عقوق ولده، فاستعظم عمر الأمر وكاد يوقع عليه العقاب لولا أن بادره الغلام فسأله:
وما حقوق الأبناء على الآباء يا أمير المؤمنين؟ أجاب عمر: على الآباء أن يحسنوا اختيار الأم ويحسنوا اختيار الإسم ويحسنوا التربية.
قال الغلام: ولكن أبي اختار أمي من الإماء، وأسماني (جُعل) وبدل التأديب كلفني رعي أغنامه وإبله
فقال عمر موجها حديثه هذه المرة للأب: اذهب فقد عققته قبل أن يعقك.
وليأخذ الطفل حقه من الرضاعة أباح الشرع للأم أن تفطر حفاظا عليه وعليها، وتؤكد أبحاث علمية اليوم أهمية لبن الأم، من ذلك أن نسبة الأطفال الذين يتناولون السجائر لم يرضعوا رضاعة طبيعية هذا فضلا عما في الرضاعة من وقاية من الأمراض بالنسبة له ولها، فاللبن فيالثدي ما جعله الله تعالى إلا ليخرج، أما إن حبس قصدا حفاظا مثلا على الرشاقة فإن العواقب تكون عليها وخيمة.
حقه في الكرامة:
يقول الله عز وجل: (فإن لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين)
فجعل الأخوة لمن يجهل الأبوة، فإذا وجد من يقول هذا عبدي من المسلمين، ومن أهل الذمة من يقول: هذا ابني فإنه ينسب إلى هذا الأخير لما في المعنيين من فوارق، وجعل حرمته أعظم شأنا أن تداس.
حقه في اللعب:
هناك خلل في البناء المنزلي المعاصر وخاصة في البيئة العربية، تجد العناية بالمطبخ وقاعة الجلوس وغرفة النوم إلا لعب الطفل فلا مكان له فيحاصر المسكين بين هذه الغرف فيهضم حقه في الحركة واللعب.
وهناك أمثلة تؤكد على هذا الحق منها
موقف صلى الله عليه وسلم أثناء خطبة الجمعة حيثما رأى الحسن أو الحسين يتكفأ فنزل عليه السلام من المنبر وحمله ثم قال مبتسما (إنما أموالكم وأولادكم فتنة)
فكيف بنا اليوم نجبر الأطفال بدعوى اللعب والضحك على مغادرة المسجد بل من المصلين من ليس له من شغل سوى طرد الأطفال من المسجد ظنا منه أنه يحسن صنعا، ألا فليعرف هؤلاء أنهم يرتكبون جريمة في حق هؤلاء الأطفال.
ومن الأمثلة أيضا لما دخل الأقرع بن حابس على النبي وكان يلاعب الحسن والحسين فقال: أأنت النبي صلى الله عليه وسلم، تفعل هذا، إن لي عشرة من الأبناء والله ما قبلت واحدا منهم ولا شممته، ولا كذا... فقال له عليه السلام: وماذا أفعل إذا كان الله قد نزع من قلبك الرحمة، من لا يرحم، لا يرحم..
حقه في النسب:
ومن تكريم الإسلام للطفل أن ينسب إلى أبيه قال عليه السلام: "من دعي إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام" البخاري ومسلم.
حقه أن يعاد إذا مرض:
قصة النبي عليه السلام مععمير لما مات له النغير (طائر صغير) قضى معه النبي وقتا يواسيه ويصبره على فقدان عصفوره المحبوب، وكل ما مر به قال له: "أين النغير يا عمير؟"
حقوقه المالية:
فبمجرد ازدياده صارخا أو عاطسا أو صائحا فله أن يرث كما يرث الكبار من الورثة
خلاصة القول
لقد تفضل الله على عباده بنعم لا تحصى ، ومنن لا تستقصى ، فكل نعمة يراها العبد على نفسه هبة من الله ، قال تعالى : " وما بكم من نعمة فمن الله " ، واعلموا أن هناك نعماً خص الله بها فئة من الناس وحرمها فئة أخرى ، ابتلاء منه سبحانه ، وتمحيصاً لعباده ، ليميز الخبيث من الطيب ، قال تعالى : " ولله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور * أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير " ، فمن أعظم النعم على الإنسان بعد نعمة الإسلام ، نعمة الولد ، ولا سيما الولد الصالح ، نعمة الولد لا يعرف قدرها إلا من حُرمها ، فكم من الناس من مُنع نعمة الأبوة والأمومة ، فتراه يسعى جاهداً ليلاً ونهاراً ، بكل ما أوتي من جهد ومال للحصول على الولد الذي فقده ، ولكن قدرة الله تعالى فوق الطاقات والأموال المهدرات ، لأنه سبحانه عليم قدير ، يختبر العباد ، ويمتن على الإنسان ، فاصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون .
ف أولادنا ثمار قلوبنا ، وعماد ظهورنا ، وفلذات أكبادنا ، وأحشاء أفئدتنا ، وزينة حياتنا ، قال تعالى : " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " ، الأولاد قرة الأعين ، وبهجة الحياة ، وأنس العيش ، بهم يحلو العمر ، وعليهم تعلق الآمال ، وببركة تربيتهم يستجلب الرزق ، وتنزل الرحمة ، ويضاعف الأجر ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ " [ أخرجه مسلم ]
وقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَإِنَّ لِوَلَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا " [ أخرجه مسلم ] ، فاحذروا من التفريط في تربية الأبناء ، أو التخلي عن المسؤولية تجاههم ، فهذا هو الغدر ، وتلكم هي الخيانة ، وذلكم هو الغش الموصل إلى النار ، أخرج البخاري ومسلم واللفظ للبخاري من حديث مَعْقِل بْن يَسَارٍ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللَّهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنَصِيحَةٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ " ، فارعوا أبناءكم ، وأدوا أماناتكم ، وانصحوا لأولادكم ، فكلٌ مسؤول عن رعيته .
|
|