تأخرنا منع نقل ليلة القدر من "الغيب" إلى"الشهادة"تزامنا مع استعداد المسلمين لإحياء ليلة السابع والعشرين باعتبارها أحد أكثر الأيّام التي يعتقد فيها الكثير من النّاس أنّها توافق ليلة القدر؛ عاد الجدل حول تصريحات د. عبد الباسط السيد، رئيس المجمع العلمي لهيئة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة في جمهورية مصر العربية للشروق والتي كشف فيها أن وكالة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) كانت قادرة ومنذ 10 سنوات على تحديد ليلة القدر، التي يترقبها المسلمون في العُشر الأخير من رمضان، وذلك بعد اكتشاف أن الأرض التي تتعرض يومياً إلى عشرات الآلاف من الشهب، تشهد في ليلة القدر سلاماً يتمثل بعدم تعرض غلافها الغازي لأي من هذه الشهب، واستند د. عبد الباسط في تصريحه هذا إلى "أحد أبرز علماء وكالة ناسا العالـِـم كارنار"، وبحسب كارنار"الذي فقد وظيفته في الوكالة بسبب اعتناقه الإسلام"، فإن "ناسا تعمدت إخفاء هذه الحقيقة كي لا يـُـسلم العالـَـم". بوناطيرو: الناسا تخفي الكثير من الأشياء وليلة القدر مرّت أول أمس الجمعة
من جهته، أكّد المختص في علم الفلك والجيوفيزياء لوط بوناطيرو بأنّه "لابد أن نكون حذرين من هذه المعلومات لأنّ الغرب يستعملها للوصول إلى أهدافه كاختراعه لقصة نهاية العالم وفساد أجهزة الكومبيوتر سنة 2001"، وعن حقيقة إخفاء الناسا لهذه المعلومات قال بأنّه وإن لم يكن هناك دليل على إخفائها لهذه الجزئية إلا أنّها "تخفي العديد من الأسرار وليس هذه فقط" منبها إلى عدم وجود أي دليل محسوس يؤكّد هذه المعلومات والمفاهيم لا تبنى إلا على الملموس، ليتأسّف بأنّ "الوضع الحالي للأمّة الإسلامية وإمكانياتها التي لا ترقى لمثل هذه التجارب والتحقيقات العلمية" التي من شأنها أن تعطي دفعة جديدة وقوية للإسلام في العالم، ذلك أنّه وإن كنّا نؤمن قطعا بالآيات الشرعية والأحاديث النبوية التي تحدثت عن ليلة القدر وفضلها إلا أنّنا لا نستطيع حتى الآن أن ننقلها من عالم الغيب إلى عالم الشهادة ومن آيات شرعية إلى شواهد كونية ملموسة تحقق للأمّة ازدهارها، وفي ظل غياب هذه القدرات
والتجارب بقينا نسبح في فلك "هم يخترعون ونحن نقول سبقكم بها القرآن" التي تدل على عجزنا عن تحقيق ما حضنا عليه ديننا، وجعلنا نبراسنا في هذه الأمور يكمل المتحدث المغضوب عليهم والضالين، مستغربا أن يطلب من الأمّة أن توجه مجهوداتها لاقتحام مجال الإعجاز العلمي في ليلة القدر، وهي أمّة مسكينة لم تستطع حتى الآن التوجه لتحديد رؤية الهلال.
وفي نفس السياق كشف بوناطيرو عن رؤيته لتحديد ليلة القدر وأنّها ابتداء تكون كما هو معلوم في العشر الأواخر في ليالي الوتر، إلا أنّ الله اختص أياما بالفضل على أيام أخرى كالاثنين والخميس والجمعة، وهذا حسبه يفيدنا في تحديد ليلة القدر بأكثر دقّة وإذا كانت الجمعة هي أكثرهم فضلا فليلة القدر مرّت أمس الجمعة 24 رمضان لليلة السبت 25 رمضان، ومما يستأنس به على تأكيد ذلك أنّها ليلة هادئة، وهو ما بدى حسبه ليلة أمس في ميادين مصر عندما مرّت الليلة بهدوء بعد التهديد باقتحامها .
زغلول النجّار: لابد من تحقيق علمي دقيق لكشف حقائق ليلة القدر
من جهته أكد رئيس لجنة الإعجاز العلمي التابع للمجلس الأعلى للشؤون الاسلامية في مصر د. زغلول النجار أن "هذا الكلام يحتاج إلى تحقيق علمي دقيق"، وقال في حديث خاص لوكالة بأن أورينت نيوز PanOrient News "إنه في كل ثانية يحترق شهاب في الغلاف الغازي للأرض، ولم أجد في المراجع العلمية المختلفة أن هناك ليلة واحدة في السنة الكاملة لم تشهد بها الأرض نزولاً للشهب"، وأضاف أن التلسكوبات الموجهة إلى السماء في مختلف مراصد العالم، تقوم وعلى مدار 24 ساعة، بتصوير كل ما يحدث في سماء الأرض بشكل ذاتي وأتوماتيكي، وتابع "لكي نتحقق من صحة الكلام المتداول حول ليلة القدر والشهب، لا بد من استعراض دقيق لكافة الصور التي التقطتها تلك التلسكوبات على مدى عام كامل، للتأكد فيما إذا لم تتعرض الأرض فعلاً لنزول الشهب في إحدى الليالي"، كما نوّه إلى أن الحديث النبوي الذي استشهد به د. عبد الباسط وجاء في نصه أن"ليلة القدر ليلة بلجة، لا حارة ولا باردة، ولا يُرمى فيها بنجم" هو حديث صحيح، لكن على المسلمين أن يحققوا هذا الحديث تحقيقا علمياً سليماً لمعرفة ما المقصود بالنجم.
مجاهد: لا يوجد "أي دليل علمي" على توقف نزول الشهب
كما قال مقرر لجنة المواقيت والأهـة في دائرة قاضي القضاة الأردنية، الفلكي عماد مجاهد"إن الإحصائيات الرسمية المسجلة في منظمة الشهب العالمية IMO- International Meteor Organization تثبت أن الشهب الداخلة للغلاف الغازي للأرض لم تتوقف في أي يوم كان ومنها أيام الشهر الفضيل"، مضيفاً أنه لا يوجد "أي دليل علمي" على توقف نزول الشهب، وتحديداً في ليلة القدر. وأوضح مجاهد أنه يتابع يومياً رصد الشهب على موقعي وكالة ناسا ومنظمة (IMO) التي تستخدم مرصد الشهب الراديوي، حيث يرصد وعلى مدار الساعة جميع الشهب الداخلة إلى الغلاف الغازي للأرض، ليصل عددها طيلة اليوم الواحد إلى نحو 100 ألف شهاب أو يزيد.
ليلة الخيرات والبركات
وبعيدا عن الإعجاز العلمي لليلة القدر فإنّها تبقى "خير من ألف شهر" وفضلها يعود إلى نزول القرآن وهي ليلة هادئة مباركة وفيها يقدّر مقادير الخلائق تغفرة فيها ذنوب من أقامها إيمانا واحتسابا، فضلا أنّ الملائكة تنزل فيها والروح: أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنـزلون مع تنزل البركة والرحمة، والله تعالى وصف تلك الليلة بأنها سلام من أولها إلى آخرها.
|
|