في ليلة شتوية طويلة......
في دفء غرفتي الصغيرة.......
جلست أسامر دفاتري و أقلامي ..
أشاهد حبات المطر تتساقط على زجاج نافذتي........
فتمسح ما علق عليها من حبات الغبار لتعود صافية كعهدها ......
فأرى من مشاهد الطبيعة ما أرى..
أرى جموع الناس هاربة من بلل المطر...
أرى أناسا تعانقه ليمسح من أعينها حزنا عميقا سكنها و أبى أن ينصرف....
أرى من اختلطت قطرات المطر بدموعه فأصبحت كلؤلؤ يتساقط تحت أضواء الأعمدة.....
أرى أوراق الأشجار قد استعادت الحياة و فرحت بنزول المطر...
أرى الطرق و الأرصفة و قد زاد لمعانها و بريقها...
أرى نفسي وقد زاد بي الشوق و الحنين و كاد يقتلني..
احن إلى ماضي الأيام الحلو السعيد..
احن إلى براءتنا... إلى شغبنا... إلى مشاكساتنا التي لا تنتهي...
احن إلى مخاصماتنا و مصالحاتنا....
احن إلى دفء حضنك و حنان لمستك...
احن إلى عذب صوتك يناديني...
اشتاق إليك في رغد عيشي و احتاج إليك....
اشتاق إلى أحاديثك الطويلة التي لا أملها...
إلى نظرتك و ابتسامتك البريئة....
إلى روحك النقية و قلبك الكبير المليء بالحب....
احتاجك بجانبي.. فقربك يريحني و دعمك يقويني....
كوني أختي...كوني صديقتي... كوني أنا فما عاد شيء يعنيني..
المهم أن تكوني كما عهدتك....
فأرى الدنيا بما فيها في عينيك....
|
|