ذات يوم كان الشيخ العلامة الديسي يختم تدريس 'الفية بن مالك' لطلابه فحضر الشيخ عاشور""كليب الهامل... وهو لقب اختاره لنفسه"" الدرس ,وما ان انصرف مع الطلاب حتى اخذ يذكر مواضع النقص في اسلوب التدريس عند الديسي ذاكرا ان الديسي لا يكثر من النصوص للاستشهاد,ليس في كلا مه قوة وتاثير....رد عليه الديسي في رسالة عادية معللا عدم لجوئه للصعب لان هدفه النص الذي يدرسه يسير فيه حسب مستوى طلابه وليس من طبعه التباهي بمعارفه لعرضها على طلابه..............ونقول.. يظهر من ذلك ان عاشورا الذي كان يحب الاطناب راى في تقصير الديسي عن ذلك عجزا وضعفا في المستوى العلمي ................على كل ليس هذا موضوعنا لان كل هذا كان تمهيداللحديث عن كتاب "هدم المنار" للشيخ الديسي ...قبل هذا لا بد ان نتكلم عن كتاب ""منار الاشراف"" للشيخ عاشور وهو الكتاب الذي رد عليه الديسي بكتابه ""هدم المنار""فمنار الاشراف خص به عاشور قوما ممن ينتهي نسبهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم اشراف""الهامل""فيه كثير من المبالغات كما بالغ كاتبه في مدحهم واطنب واذنب في حق نفسه وعقيدته.من قوله فيهم""رضي الله تعالى عن وليهم وتقيهم وعن ظالمهم وعصيهم وعن بريهم وحريهم وعن حييهم وبذيهم"" ويرى ان الاحسان لهم هو قمة الاحسان حتى وان كان المحسن عاصيا وظالما ....ويضيف الى هذا زعمه بوجوب الطاعة اللامحدودة لهم ....يذكر ان الذي دفعه الى تاليف الكتاب هو شيخ الزاوية الاول "محمد بن ابي القاسم" خليفة الله في جميع المراسم.... كما يقول عاشور ان الاساءة اليهم ذنب كريم وطاعتهم فرضها الله على عباده كما انه فرض الصلاة والسلام عليهم بعد كل صلاة .....وتجنح به ميوله عن العقل مسافات ابعد فيقول""ان الاشراف ذرات القبضة النورانية المقبوضة من نور ذاتها وقال لها كوني محمدا فكانت محمدا""......................هذه نظرة موجزة عن ""منار الاشراف"" تجعلنا قادرين على تصور موقف الديسي في كتابه ""هدم المنار"" وقد كتبه الديسي تحت تاثير شعوره الديني الجارف ثم نتيجة جراة الشيخ عاشور في الاحاديث النبوية والايات القرانية....ولم يرد بهذا الكتاب ابدا الاساءة للاشراف انما اراد ان يبطل مزاعم عاشور كما ان الديسي لا ينكر المكانة الحسنة للاشراف لكنه لا يراها وقفا عليهم فتقديره لهم مرهون بعملهم والتزامهم حدود الشرع كجميع المسلمين ........ولا يفتر الديسي عن الصاق التهم بعاشور الذي يسعى وراء الحصول على المال ىدرجة كاد يكون كتابه النقدي قصيدة هجاء علما انه يكره الهجاء ..وهذا يبين لنا استياء الديسي الشديد من افكار عاشور يقول ""هذا الشاعر طالب بشعره .وتعلقه بجيفة الدنيا التي قالت فيها الحكماء"الدنيا جيفة وطلابها كلاب" .....لانه كلب عقور والكلب العقور من الفواسق الخمس التي تقتل الحل والحرم"" .................................لكن الاشراف في الناحية اثارهم عنوان هدم المنار ..فاخذوا في التهجم على الديسي والتعريض به والتنديد بوجوده واتهامه بنكران الجميل الذي اسدته له الزاوية واغتنم الشيخ عاشور المناسبة فسعى بينهم وبين الديسي زاعما انه بنى لهم منارة واجتهد في التفنن فيها وجاء الاعمى فهدها استخفافا بهم لشانهم وحول المنارة الى اطلال................ومن هذا الموقف بدات محنة الديسي وشعر بالاختناق في هذا الجو المشجون بالحقد عليه والتشهير به...حيث فرضت عليه نوع من العزلة فالمه سوء الفهم واحزنه زيف بعض المنتسبين للعلم .وكان هذا الشيء المنتظر لرجل يقول رايه حسب ما يمليه عليه علمه وعقله.عقيدته ودينه...فان هو اغضب الاشراف فقد نال رضى الرحمن وان اصابه منهم ما يؤذيه فقد كسب من طلابه وغير طلابه تقديرا اثلج صدره لانه فتح عيونهم عن اباطيل يتعين عليهم في مستقبل حياتهم الا يسالموها...............يزيد هذا من تقديرنا الكبير للديسي انه قال رايه هذا بهذه القوة والجراة والشجاعة وهو بين الاشراف وفي الزاوية التي تنفق عليه وتصرف له مرتبه.............رحمك الله شيخنا ورضي عنك
|
|