تشارك إلى جانب الجيش الفرنسي في حرب مالي : طائرات تجسس إسرائيلية تعربد على حدودنا الجنوبية!
خبير إستراتيجي: الجزائــر هي المستهدفـــة من الوجــود الصهيــوني في مـــاليكشف مسؤولون بوزارة الدفاع الفرنسية، أن الجيش الفرنسي
يستعين بطائرات إسرائيلية دون طيار في حربه التي يشنها حاليا على الجماعات
الإسلامية المسلحة في مالي، وقبل أيام ظهرت دراسة إسرائيلية تدعو لاستغلال
تدهور العلاقات العربية مع مالي، في إعادة بعث العلاقات الإسرائيلية مع
الدول الإفريقية.
ويَدْعم هذا الاهتمام الإسرائيلي بحرب مالي، وتحليق طائراتها
قرب الحدود الجزائرية، شكوكا سابقة حول رغبة الكيان الصهيوني في إيجاد موطئ
قدم في الصحراء الكبرى، ما يثير تساؤلات كبرى حول حقيقة الدور الإسرائيلي
في حرب مالي، ومصلحة إسرائيل من دعم العملية العسكرية، وأهدافها الخفية في المنطقة.
كتبت صحيفة ”وورلد تريبيون” نقلا عن مسؤولين بوزارة الدفاع
الفرنسية أنّ الجيش الفرنسي استخدم طائرات دون طيار من طراز ”هارفانغ” التي
تستطيع التحليق على ارتفاعات متوسطة وعالية منذ بداية العملية العسكرية في
مالي مطلع العام الجاري. وكشفت الصحيفة أن هذا النوع من الطائرات يعدّ
الطراز المعدّل من الطائرة الإسرائيلية دون طيار ”هيرون” التي تصنعها شركة
الصناعات الفضائية الإسرائيلية. واستندت الصحيفة في خبرها إلى تقرير لوزارة
الدفاع الفرنسية صدر في الثامن من فيفري الجاري، يؤكد أن هذه الطائرات
باشرت أولى مهامها في 18 جانفي الماضي، مشيرة إلى أن وزارة الدفاع الفرنسية
نشرت تلك الطائرات في عدد من مدن مالي وخاصة ڤاو ودوانتيزا، اللتين كانتا
تخضعان لسيطرة مسلحين يعتقد أنهم على علاقة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب
الإسلامي. وشارك هذا الطراز من الطائرات بدون طيار في الحملة التي قادها
حلف شمال الأطلسي (ناتو) على ليبيا وانتهت بإسقاط نظام العقيد الراحل معمر
القذافي في عام 2011. وحسب وزارة الدفاع الفرنسية فإنها سجلت نحو 26 ساعة
طيران فوق مالي. التحرك الإسرائيلي باتجاه دعم الحرب في مالي ليس معزولا عن
أهداف إستراتيجية كبرى لإسرائيل في المنطقة، حيث أشارت دراسة إسرائلية
حديثة صادرة عن معهد بيغن ـ السادات بتل أبيب، إلى أن الهدف الإستراتيجي
الإسرائيلي يتلخص في التغلغل في الدول الإفريقية على حساب الدول العربية،
ولتحقيق هذا الهدف تعكف الدبلوماسية الإسرائيلية على تحريض الدول الافريقية
وحكوماتها ضد الدول العربية، مستغلة شعور رئيس دولة مالي، وباقي الدول
الإفريقية التي تسانده، بالاستياء الشديد من الدول العربية، أو بعضها على
الأقل، لأنها لم تدن ما وصفها بتجاوزات جماعات إسلامية متشددة في بلاده،
بينما أدانت التدخل العسكري الفرنسي.
وعن خطر تحليق الطائرات الإسرائلية في شمال مالي على الجزائر،
يعتبر الخبير في العلاقات الإستراتيجية ومكافحة الإرهاب، على زاوي، أن
وجود الطائرات الإسرائيلية يستهدف بالدرجة الأولى الجزائر، ويأتي في إطار
حركة الجوسسة الإسرائيلية المباشرة في الحدود الجزائرية المالية.
ويرى الخبير أن الجزائر مستهدفة من قبل إسرائيل منذ أكتوبر
1973 من بين مجموعة دول الصمود والتصدي وكل الدول المساندة للقضية
الفلسطنية، التي تعرف حسبه في مجملها اضطرابات أمنية وسياسية. ويشير إلى أن
مشاركة الطائرات الإسرائيلية في حرب مالي، يعد خيانة من قبل النظام
المالي، متوقعا أن يتم فيما بعد فتح ممثلية إسرائلية في مالي وهذا يقع في
صلب إستراتيجية صهيونية فرنسية أمريكية تستهدف المنطقة.