مخطوطٌ في الردّ على مَن تطاول على الشيخ محمّد بن عبد الرّحمن الدّيسي في ما ورد في كتابه المشهور ( هدم المنار) ، الكتاب الذي أثار حفيظة البعض ونال الشّيخ الأذى من ورائه حيّا وميّتا وأثار كثيرًا من ردود الأفعال ...
======================================================
هذا ردّ المرحوم الفقيه الشيخ محمّد بن علي بن عبد الرّحمن المدعو (البشّوطي) ابن عمّ الشيخ الدّيسي وأحد تلامذته ، والذي كان إمامًا خطيبًا مفوّهًا وفقيها مجيدًا ، استقرّ بالعاصمة ومارس الإمامة بها وهو معروفٌ بحدّته وشدّته مع مَن يتجاوز حدود الشّرع الحنيف ولذا نجدهُ في هذه الرّسالة التي أرسلها إلى رجل تطاول على شيخه الدّيسي يُدعى (ابن عطيّة) قد قصفه بوابلٍ من الكلمات القاسية ، التي تبيّن قساوة ما تناوله (ابن عطيّة) بدوره في حقّ العلاّمة الدّيسي ، وقد تردّدتُ في نشر هذا المخطوط في البداية لكن بعد نقاشٍ مع أهل الرأي وصلنا إلى أنّه لا بأس من نشر هذه الوثيقة التاريخية ، بل وجدنا أنّ هذا مطلوبٌ ، وسجّلنا أنّ الردّ لم يكن علميّا وكان ردّا عامًّا عاطفيّا .. لكنّه يعطينا صورة عن الجدل الذي فرضه هذا المؤلَّف على السّاحة العلمية والعامّة آنذاك ، وأشيرُ هنا إلى أنّ نقل النصّ من المخطوط إلى المعالج العاديّ كان اجتهادًا خاصًّا منّي مع مساعدة يسيرة ومشكورةٍ من بعض الأصدقاء ، وقد يكون اعترى هذا المجهود النّقص أو التقصير أو الخطأ ، فأرجو بعد هذا عذركم وتوجيهاتكم وتقويماتكم ، كما لا أنسى أن أقدّم شكري الخاصّ وامتناني للأستاذ (محمّد بن عبد الرّحمن) حفيد الشيخ (البشّوطي) الذي مكّنني من اقتناء نسخة عن هذا المخطوط .
الصّفحة الأولى من المخطوط :
--------------------------------
الحمد لله ولا معبود بحقٍّ سواه ، بسم الله الرحمن الرحيم وصلّى الله على سيّدنا محمّد الأمين ، سيّد الأوّلين والآخرين ، وعلى آله وأصحابه في كلّ وقتٍ وحين ، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين ، اللهمّ إنّي أعوذ بك من الشكّ بعد الحقّ في اليقين ، وأعوذ بك من الشيطان الرجيم المارق من الدين ، وأعوذ بك من فتنة شياطين الإنس أجمعين ، وأعوذ بك من بعض الملحدين الضالين المضلّين.
إلى العبد الغدّار الجاهل الفظّ الغليظ ، المنغمس في بحر الأضالل ، الثرثارة المهذار ، كثير العِثار ، قليل الإستبصار ، عديم الإنتصار ، ساقط القول والنّقول ، المخالف لما أنزل الله وجاء به الرسول (صلعم) ، الموسوم بابن عطيّة ، سلّط الله عليه كلّ بليّة ورزيّة ، ولا بلّغه الله في الدّارين كلّ أمنية ، السلام على من أَذِنَ للحقّ ، واستمع القول فاتبع القول الأحقّ ، أمّا بعدُ فقد بلغتنا رسالتك السقيمة السخيفة المتناقضة الجُمَل ، التي هي أخلف من بول الجَمَل ، تَمُجُّهَا الأسماع والطّباع ، والدّاعي إليها لا يُطَاع ، فما أحقّها بالتمزيق والإحراق ، لحشوِها بالشقاق والنفاق ، وبَرْهَنَتْ بأنّك سفيهٌ سيّء الأخلاق ، ما أحسن أن يُدعَى لك بالعمى ، لأنّك أخطأت وما أصبتَ المرمى ، وما أحراك بالملام والعتاب ، لتهوّرك ولبُعدِك عن طريق الحق والصّواب ، فيا للعجب العُجَاب ، أأعمى يقود بصيرًا ، وكلب ينبح إلفه ] أو لعلّها أنفه [ ، أو أعجب منه جاهلٌ يُرشِدُ عالمًا وحمارٌ يهاجم أسدًا ، فارعوي وتبصّر ، يا من اغتاب عالِمًا ميّتًا ولم يتذكّر قول المبشّر المنذر.
ألا فإنّ عبد الرحمن ] يقصد الشيخ بن عبد الرحمن الدّيسي [ لم يتعرّض لآل البيت جميعا حيّهم والميّت ، وإنّما نبّه بعض الغافلين بالأحاديث الصحيحة ، والأدلّة الواضحة الصّريحة ، حرصًا منه على التثبّت بالطاعة والدين ، واقتداءً بما أُنزِلَ على الصّادق الوعد الأمين ، في الذكر الحكيم المبين ، بقوله (وأنذر عشيرتك الأقربين) ، وبَنَى كتابهُ على أساسٍ وثيق ، فتبًّا وسُحقًا لك يا من تَعَامَيْتَ عن الطّريق ، واستوجبتَ العذاب الشديد الحريق ، وتَهَافَتَّ تَهَافُتَ الفَراش ، وجُلْتَ جَوْلَةَ الطّير الخفّاش ، وصِرتَ تهرف بما لا تعرف ، يا زُبدة المخازي ويا مَعَرَّةَ السلف والخلف ، فقد حَدَّثَتْكَ نفسُكَ الأمّارة ، وانتهكتَ الحدود وارتكبتَ الجَسَارة ، ونطقتَ بما تقشعرّ منه الجُلُود ، ويتحرّك له الحجر الجُلمود ، وكلُّ العَالَمِ يعلم ويتحقّق ، بل ويحكم بأنّك سفيهٌ ومتزندق ، ومنافقٌ مُبغضٌ حَسُود ، ومُكابِرٌ شيطانٌ معاندٌ حَقُود ، وبينك وبين الشيخ بن عبد الرحمن وعلمِهِ وزُهدهِ وورعِهِ وطريقتهِ وعُلُوِّ منزلتهِ ومعرِفتِهِ بمقام النبيّ وآلهِ وحُبِّهِ له ولهم عَقَبَةٌ كَؤُود ، فارجع عن غيّك وازدجرْ ، فيا أعمى البصيرة والبصر ، فإنّها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصّدور ، ولله درّ وفضلُ الجزائريّ
**** يتبع بالصفحة الثانية من المخطوط مع صورته ****
|
|