في شأن الخوض فيما شجر بين
الصّحابة الكرام - رضوان الله عليهم - رحتُ أستعرض مواقف كثير من سلفنا
الصّالح ، وخاصّة تلك الطّائفة التي التزمت الحياد وآثرت السّلامة من الخوض
في أعراض الصحابة الذين لهم شأن عظيم بيّنه النبيّ الذي ربّاهم على عينه
بأبي هو وأمّي - صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم - في الحديث الصّحيح : " لا
تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا
نصيفه " ، فما شدّني من ردودهم مثل ما شدّتني الآية الكريمة ( تلك أمّة قد
خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عمّا كانوا يعملون ) وإنّ هذه
الآية لوحدها لكافية شافية في أفضلية الإمساك عن ما شجر بين صحابة الرسول
الأكرم والوفاء لذمّته عليه السّلام.
.