وكان يشق الطريق...
تساءل عن وجهة العابرين،
حين يتوه السبيل،
وحادٍ تستّر بالأحجيات
على نغم الشوق يدفع بالتائهين
إلى وجهة الخلد صوب العباب.
تساءل حين السؤال يدغدغ فجر اليقين
الذي قد توارى مع الكلمات،
لتنأى جميع الأكاذيب والأمنيات
على صهوة الحرف دون ارتياب.
تساءل : أين البنفسج والأقحوان؟
وأين الربيع الذي رسمته دموع الحيارى؟
ليصحو – الرضيع – على شهقة الأغبياء،
باعوا الإله بوجه الفصول
التي قد تتالت تسابق ظلا
تولّى بوجهه شطر الخراب.
تساءل حين الرماد يبدّد كل المعاني،
فلا الجود كان...
ولا النار أضحت تُجير الجياع،
وطاوٍ بأرض تباع،
وحين مصيف الشعوب دنا فتدلّى،
تكشّف حمق العروبة يسري...
ويعبث بالمعجزات،
ويقتل كل الأماني التي قد تنامت بواد الرحيل،
ليبحث عن حاضر في الغياب.
أجرني...
إذاما كفرتُ بكلّ الشعوب
التي قد تغنت بكل الرسالات والأنبياء،
وصاغت بنودا بوجه الغباء،
تُزيِّف كل المعاني الجميله...
لتقتل حُبا برائحة الياسمين
وتزرع شوكا على معبر البائسين الحفاة
وتدعو جميع العطاشى...لأرضٍ سراب..
...سند...