جولة ثقافية من 1 ماي الى 13 منه 2008
بعد انتقائي للمشاركة بفعاليات الملتقى الدولي الثالث بمحاضرتي وقفات مع المنظرين وقراءة نفسية للدكتور عدنان الظاهر نموذجا في نقده لقصة قافلة العطش للدكتورة سناء شعلان، بموضوع ( الدكتور عدنان الظاهر بين مخالب الأنوثة ونفوذ ما بنفسه غائر)، هي خامس مشاركة أحضر فيها بقوةمع أعلام الأدب العربي الجزائري والعربي بعد ملتقى الجلفة الأخيرللآداب والفنون الذي شاركت فيه بمحاضرتي( المعنى بين الشكل والمضمون في قوس مفتوح) صيف 2007 .
بين خنشلة موقع معهد اللغات والآداب أين تمت فعاليات ملتقى النقد الأدبي المعاصر،أيام 3، 4، 5 / 5 / 2008
ومقر سكناي 500 كلم قطعتها بمحطتين الأولى ولاية سطيف عاصمة عين الفوارة وسيدي الخير، ولاية القمح والشعير
التي بها قضيت ليلة لألتقي بالفنان الرسام غجاتي عبد الله لأطمئن على طحته وأطلع على جديده في فن التشكيل يوم 1 ماي 2008 .
واصلت الرحلة وكانت المحطة الثانية ولاية باتنة عاصمة جبال الأوراس أين انطلقت الرصاصة الأولى لتشتعل الثورة الجزائرية 1954/1962، تزامن وصولي وتدشين معرض الفنان الصديق زكارة نور الدين الذي جاء بجديده من فرنسا ليعرضه بمسقط رأسه باتنة
يوم 2 ماي 2008 .
حصل لي الشرف أن قدمني لألقي كلمة بالمناسبة أقدمه فيها و مراحل تطور أعماله التشكيلية التي كان بها أحسن سفير، مثل الجزائر ومناطق الأوراس وما تزخر به من ألوان واضاءات وزوايا تستحق البحث فيها والتنويه بها.
بين ما يتجاوز الخمسة عشر فنان أصحاب الأسماء التي لمعت في السبعينيات وأسماء كثيرة لفنانين اليوم التقينا بجمهور عريض متعود على تتبع مثل هذه اللقاءات بدار الثقافة بباتنة، ليختطفني بعدها مباشرة الصديق النحات موفق رشيد رفقة الفنان عبد السلام لأجد نفسي بين عدد هائل من منحوتات معدنية وخشبية بمواد مسترجعة وأخرى جديدة كانت آخر أعمال الفنان القدير موفق رشيد التي كان بحق موفق فيها إلى أبعد الحدود بمواضيع مستوحاة من انشغالات الساعة ومعاناة الشباب الجزائري
قضينا تلك الليلة ببيت الفنان عمراوي عبد السلام استمعنا فيها الى
ما تكبده النحات موفق رشيد من معاناة وأتعاب أيام طفولته وانعكاسها على أعماله الفنية.
تفضل الأخ الفنان عمراوي عبد السلام بعرضه علينا محاولاته الجديدة
التي يريد الوصول بها إلى ما يجعله يطمئن على خطاه التشكيلية المضطربة التي لا تريد أن تستقر على ما يحلو له ليكون أسلوبه مميز ببصمة شخصية.
بتنا وبات الملك لله، ليودعونني في صباح اليوم الموالي وأنا متجه لعاصمة الملتقى الدولي الثالث للنقد الأدبي المعاصرأين عرفت
الدكتور المغربي الجميل عبد النبي ذاكر والقدرات التي يتمتع بها كناقد وباحث.
ثلاثة أيام بلياليها قضيناها بين معهد اللغات والآداب بخنشلة، الولاية المجاورة لباتنة والمشتركة معها بجبال الأوراس الأشم ، غابات وجبال صخرية تذكرك بأفلام الوينستيرن ورعاة البقر،تحيط بك موسيقى القصبة ( الناي ) وأهازيج ( أغاني ) الفنان المرحوم علي الخنشلي ، والمرحوم الفنان الجرموني، والفنان القطاري والفنان أبو زاهر، هي اللوحة التي بها اكتمل المشهد الثقافي الشاوي الأمازيغي لأسافر عبر الزمن للوراء
وأستحضر جدي وجدتي وأنا طفل أحبو وأتمتع بجلجلة الصوت الذهبي صوت جدتي وهي ترافق جدي عازفا على قصبته (نايه) جدي الذي يحسن ركوب الخيل والرماية جدي الفنان بوكرش علي بن النعيمي صاحب رتعة الخيول العربية الأصيلة التي كان يحسن تربيتها.
خنسلة عاصمة الفنان المطرب أبو زاهر والفنان التشكيلي لزهر حكار ، خنشلة عاصمة الفنان التشكيلي عبد الرحمان عيدود، استقبلتني بها مديرة دار الثقافة السيدة فطيمة بوزيدي مشكورة لتجرني مباشرة لزيارة معرض الصناعات التقليدية المقام بدار الثقافة التي تديرها 6/5/2008
دار ثقافة مثالية بما تتمتع به من فضاءات مختصة، رقص، موسيقى، فن تشكيلي، مسرح، مكتبة ، مخبر سمعي بصري ، مخبر تصوير فوتوغرافي وفيديو، هذا الأخير الذي تكرم بتسجيل الزيارة بقرص مضغوط
لتهديني إياه السيدة المحترمة المديرة مشكورة، قبل مغادرتي بعد ليلة ضيافة تكرمت بها علي لأقضيها بين جبال أشجار الصنوبر بإقامة حمام الصالحين.
لقائي مع فنانين خنشلة التشكيليين، الفنان سباع خالد، جمال بوطبة، جمال رويبي، رابح عياش، زروال عبد الجليل، بن شنوف صالح، نبيل لطرش
جرني إلى الصالون الثاني للفنون التشكيلية بولاية أم البواقي المجاورة لولاية خنشلة شرقا بـ 50 كلم، هذا الصالون الذي تزامن ووجودي هناك.
دون دعوة أخذني معه الفنان التشكيلي رابح عياش المبرمج لإلقاء محاضرة بعنوان رواد مراحل الفن الحديث والفن المعاصر ليستقبلني المنضمون بحفاوة بحب وتقدير يوم 7/5/2008
لأقضي معهم ثلاثة أيام بين إخوتي وأصدقائي فنانين المنطقة والوافدين من معظم ولايات الوطن.
أسماء محترمة جدا من الأصدقاء والفنانين، لبصير توفيق، تابرحة نور الدين، عبد الغاني، بن بوطة سيد علي، دوادي ناصر ، رابح عياش، سباع خالد، إسماعيل مباح، النحات كمال زيرق
، خنفايس جمعي،خيثر عمر، روابح عبد القادر ياسين،... والقائمة طويلة، تلحفت بأعمالهم جدران وفضاء
دار الثقافة بأم البواقي، لقاء حميمي بين التشكيليين أين كان الفنان التشكيلي خيثر عمر رفقة آلته الموسيقية المفضلة بعد الريشة آلة الساكسوفون ومتعة فنون الجاز وبعض من مقتطفات موسيقى عربية لطفت أجواء اقامتنا.
من عادتي اللا أرجع من نفس الطريق وعليه توغلت جنوبا انطلاقا من ولاية أم البواقي لأدخل الصحراء الجزائرية والوجهة عاصمة الفنان التشكيلي الفرنسي الأصل المستشرق( اتيان ديني) الذي أسلم وأصبح اسمه نصر الدين ديني الذي دفن بها بوصية منه، والفنان التشكيلي لبصير توفيق، والفنان أويس، دخلتها يوم 11/5/2008
وكان في استقبالي الفنان الموسيقار المؤلف قماط عبد الرحمان والموسيقار المؤلف شميسة محمد والشاعر الفذ محمد علي سعيد والشاعر محمد طيبي مدير الشبيبة والرياظة.
اقترحت الجماعة أن نقضي الليلة بقرية الديس المحاذية لعاصمة المنطقة بوسعادة بـ 13 كلم بعد أن خيرني المؤلف الموسيقي شميسة محمد بأن يحجز لي غرفة بأحد الأوتيلات بالمدية لأقضي بها الليلة بعد السهرة رفضت له ذلك شاكرا فضله مطالبا بليلة بيضاء بقرية الديس فكان لي ذلك مشكورين.
ليلة بيضاء أثثها الشاعر محمد علي سعيد والشاعر محمد طايبي بجديد أشعارهم الملتهبة بلهيب الطبيعة الصحراوية ودفئها وثلاثة عيدان حملها كل من المؤلف قماط عبد الرحمان، بن صالح الشيخ نائب مدير مستشفى ولاية بوسعادة، عبد الحق محمد بن بلة، وكمنجة المؤلف شميسة محمد، بين مد وجزر وأخذ وعطاء في الحوار بين هذه الآلات تدفق صوت الشحرور العذب الفنان بقاش سفيان بجميل أغاني الثلاثينات لمحمد عبد الوهاب ومن عاصره من عباقرة الطرب العربي والموشحات.
اتسع لنا بيت النحات دحماني خليل بعد عشاء أكلته شخشوخة، الطبق الشعبي البوسعادي بلحم الخرفان الجزائرية المعروفة بطعم الأعشاب الطبية الصحراوية.
تلته جولات الصينية بكؤوس الشاي المنعنع بنعناع شقت رائحته الفضاء منافسة هي الأخرى نوتات العيدان والكمنجة لينتشي بوكرش و طقس الجلسة.
هكذا اختتمت جولتي بين علم النفس والنقد النفسي ونفيس نفائس ما زخرت به بلادي من فنون وفنانين ومعارف ومهارات بعيدا عن التكلف وبروتوكولات المنظمين الدنيئة وانتهازيتهم وتربصهم بالأغلفة المالية للنيل من الأخلاقيات والانسان فينا ومن سير أمور أحوالنا السوية المهددة بالتملق والمتاجرة والبزنس وتكريس الرداءة.
لله في خلقه شؤون.
شكرا لحضور الإعلامي والإذاعي الشاعر الشاب خالد بن صالح
وكثير الشكر لوالد النحات دحماني شيخ خليل الأستاذ المحترم دحماني شريف الذي سهر على راحتنا في بيته بيت الإحسان والجود والكرم، البيت الصحراوي الذي عهدناه وما زال بخير. تركت خلفي نفائس نفسي من فن وفنانين العمق الجزائري لأدخل تيبازة عقر بيتي بأجمل وأثرى زاد يكون لي عونا وغذاء روحي أواصل به أجمل تواصل معكم.
بوكرش محمد تيبازة الجزائر 18/5/2008
مشاركات أخرى للكاتب

منقول من مجلة الفوانيس مجلة إبداعية ثقافية